رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد الجليل يكتب: قصة سرقة على ارتفاع 30 ألف قدم، مطاردة ولحظات رعب فوق السحاب وسرقة حقائب من داخل الطائرة، واعترافات تفصيلية مثيرة أمام رجال الأمن

ضبط المتهم، فيتو
ضبط المتهم، فيتو

كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا عندما هبطت الطائرة العملاقة في مطار القاهرة الدولي، حاملة على متنها مئات الركاب من مختلف الجنسيات. 

وبينما كان الركاب يستعدون لمغادرة الطائرة إلى صالة الوصول، كان قائد الطائرة يهمس في سماعة الاتصال: "برج المراقبة، برج المراقبة، هنا طائرة رقم أطلب تدخل الأمن على متن الطائرة فورًا".


صمت للحظة ثم أضاف بصوت أكثر جدية: "لدينا حالة سرقة على متن الطائرة. تم اكتشاف أن اثنين من الركاب  سرقت منهما مبالغ مالية كبيرة. أرجو منكم إرسال فريق متخصص فورًا".


الشرطة تشتبك
وصل فريق الأمن إلى الطائرة وبسرعة البرق بدأوا في التحقيق مع الركاب، وطالبوا بفحص حقائبهم وبعد ساعة من التحقيق المتواصل، تمكنوا من تحديد المشتبه به الرئيسي كان رجلًا في الثلاثينات من عمره، يحمل جنسية أجنبية، وكان يجلس بالقرب من الضحيتين.


عند تفتيش مقعده، عثروا على كمية هائلة من العملات المختلفة، من دولارات ويورو إلى دنانير عراقية وريالات سعودية ودنانير صربية وأردنية. كانت هذه هي الجائزة الكبرى التي كان يبحث عنها فريق الأمن.


اعترافات صادمة

أثناء التحقيق، اعترف المشتبه به بجريمته وكشف عن أنه خطط لهذه السرقة بعناية قبل صعوده إلى الطائرة وأنه استغل زحمة الركاب واختار ضحاياه بعناية. استخدم حيلة ماهرة لسرقة محفظاتها دون أن يشعروا به.
خلال رحلة الطيران الطويلة، استغل المتهم انشغال الركاب بالنوم أو القراءة، لينفذ خطته المحكمة.

 بتحركات سريعة ويد خفيفة، بدأ في فتح حقائب الركاب المجاورين، مستغلًا لحظة غفلة أو انشغال.

 وسرعان ما امتلأت جيوب سترته بالعملات الورقية من مختلف الألوان والأحجام.

ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما اعترف بأنه ارتكب جرائم سرقة مشابهة في مطارات أخرى حول العالم كان يعمل كعضو في عصابة دولية متخصصة في سرقة المسافرين في المطارات.


لغز لم يحل
وعلى الرغم من اعتراف المتهم، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال بدون إجابة. من أين حصل على المعلومات عن الضحايا؟ 


تم القبض على المتهم وتسليمه إلى النيابة العامة وبدأت النيابة في التحقيق معه بشكل مكثف، سعيًا لكشف المزيد من التفاصيل حول هذه العصابة الدولية.


أما بالنسبة للضحايا، فقد استعادوا معظم أموالهم المسروقة. ولكنهم سيظلون يحملون معهم ذكرى هذه الحادثة المؤلمة. 

 

 

الجريدة الرسمية