البراد الألومنيوم، صناعة حرفية من روائح الزمن الجميل (فيديو وصور)

تجولت عدسة فيتو داخل إحدى الورشة المصنعة للبراد الألومنيوم والتي تم إنشائها عام 1974 ويتحدث  "محمد سوبر" صاحب الورشة أنه ورث هذه المهنة أب عن جد ويعمل في هذه الورشة منذ نعومة أظافره وهو ابن العشرة أعوام  ويقومون بتصنيع الأدوات المنزلية الألومنيوم وتختلف مراحل التصنيع حسب الشكل المطلوب والحجم وتأتي المادة الخام على شكل قرص معدني ويقوم العامل بالمرحلة الأولي وهي التقريب وهي تقريب المادة الخام لشكل البراد والمرحلة الثانية الوصول للشكل النهائى للبراد وبعد ذلك  يتم إضافة المقبض والعنق وفوهة البراد في مراحل لاحقة، حيث تعتمد بعض المصانع على تقنيات لحام متطورة، بينما تظل الورش التقليدية تستخدم أدوات يدوية لضمان التصاق الأجزاء ببعضها بشكل جيد. وأخيرًا، يتم تلميع البراد لضمان مظهره النهائي اللامع الذي يجعله جذابًا للمستهلكين.

 تعد صناعة البراد الألومنيوم واحدة من أقدم وأهم الصناعات في مصر التي تلبي احتياجات السوق المحلي، خاصة في المناطق الشعبية والريفية. يمتاز البراد الألومنيوم بكونه جزءًا أساسيًا من الأدوات المنزلية التي لا غنى عنها في أي بيت مصري، حيث يُستخدم في تسخين الماء وإعداد الشاي، وهو مشروب يعتبر رمزًا للضيافة والراحة في مصر.

موعد بدء صناعة البراد الألومنيوم في مصر  

بدأت صناعة البراد الألومنيوم في مصر في بدايات القرن العشرين مع انتشار استخدام الألومنيوم كمادة بديلة للحديد والنحاس. مع تزايد الطلب على أدوات الطهي الخفيفة والعملية، وجد الألومنيوم طريقه إلى الأسواق المصرية بسرعة.

وكانت مصر من أوائل الدول في المنطقة التي اعتمدت على تصنيع الأدوات المنزلية باستخدام الألومنيوم، وذلك بفضل توفر الخبرات الصناعية المحلية وانتشار الورش والمصانع الصغيرة في أنحاء البلاد.

يمتاز البراد الألومنيوم بخفة وزنه وسرعة تسخينه للماء، ما يجعله مناسبًا للاستخدام اليومي في المنازل المصرية. إلى جانب ذلك، يُعتبر الألومنيوم مادة غير قابلة للصدأ، مما يزيد من عمره الافتراضي ويجعله أكثر أمانًا للاستخدام مع المواد الغذائية. كما أن التكلفة المنخفضة نسبيًا للألومنيوم تجعل البراد الألومنيوم متاحًا بأسعار مناسبة لجميع الفئات الاجتماعية.

البراد الألومنيوم ينتشر في المناطق الريفية والشعبية  

لا يقتصر استخدام البراد الألومنيوم على المدن الكبرى، بل ينتشر بشكل واسع في المناطق الريفية والشعبية. في تلك المناطق، يُعتبر البراد جزءًا من التراث اليومي المرتبط بتحضير الشاي وتقديمه للضيوف. 

وعلى الرغم من وجود بدائل حديثة مثل الأباريق الكهربائية أو المصنوعة من الاستانلس ستيل، إلا أن البراد الألومنيوم لا يزال يحافظ على مكانته في تلك البيئات نظرًا لارتباطه بالعادات والتقاليد القديمة.

مثلها مثل أي صناعة أخرى، تواجه صناعة البراد الألومنيوم في مصر بعض التحديات. من بين هذه التحديات، الارتفاع المستمر في أسعار خام الألومنيوم المستورد من الخارج، مما يزيد من تكلفة الإنتاج. إلى جانب ذلك، هناك منافسة من المنتجات المستوردة، خصوصًا تلك المصنوعة من مواد مثل الاستانلس ستيل أو البلاستيك، التي تتميز بتصاميم أكثر حداثة وجاذبية.

أيضًا، تواجه بعض الورش الصغيرة صعوبة في مواكبة التقدم التكنولوجي في التصنيع، حيث لا تزال تعتمد على تقنيات يدوية تقليدية بدلًا من الاستثمارات في المعدات الحديثة التي قد تزيد من كفاءة الإنتاج وتحسن جودة المنتجات.

بالرغم من التحديات، إلا أن هناك فرصًا واعدة أمام صناعة البراد الألومنيوم في مصر. فقد بدأت بعض الشركات والمصانع الكبيرة في توجيه جهودها نحو تصدير البراد الألومنيوم إلى الأسواق الخارجية، خاصة في الدول العربية والأفريقية التي تشترك مع مصر في التقاليد والعادات. يُعد البراد الألومنيوم المصري منافسًا قويًا في تلك الأسواق نظرًا لجودته وسعره المناسب مقارنة بالمنتجات المستوردة.

تمثل صناعة البراد الألومنيوم في مصر جزءًا أساسيًا من الاقتصاد المحلي والحياة اليومية للمصريين. ورغم التطورات التي شهدتها الصناعة وظهور بدائل أخرى، يبقى البراد الألومنيوم رمزًا للبساطة والكفاءة، مما يجعله خيارًا مفضلًا في العديد من المنازل.

  ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.