رئيس التحرير
عصام كامل

زيارات الوزراء مهمة..ولكن


لا شك أن زيارات الرئيس ومعه مسئولون ووزراء للدول البازغة علميًا واقتصاديًا وتكنولوجيا وسياسيًا مطلوبة بصورة مستمرة لنقل الخبرات والتجارب وجذب الاستثمار والتعريف بالفرص الواعدة لدينا..لكن ذلك لا يمنع أن هناك ملاحظات على أداء سفاراتنا وقنصلياتنا ومكاتب تمثيلنا التجاري في مثل تلك البلدان رغم أنها الأكثر عددًا على مستوى العالم بصورة تفوق سفارات أمريكا ذاتها.. لكنها للأسف تشاغلت بمراسم الاستقبال والتشريفات والعمل الدبلوماسي التقليدي وأغفلت الجانب الاقتصادي والترويج لمصر والدليل على ذلك ما نراه من عجز صارخ في ميزاننا التجاري لصالح تلك الدول وغيرها رغم ما نملكه من فرص وإمكانيات واعدة..


الأمر الذي يضع أداء تلك السفارات وملحقاتها على المحك ويفرض ضرورة مراجعة أدائها وتصويب عاجل لمسارها وإيجاد آليات عمل منتجة وفعالة.. فلابد أن يقابل هذا الإنفاق الكبير على سفاراتنا التي تفوق المائة حول العالم عائد ومردود اقتصادي ملائم.. وإلا فما جدوى الكثرة وكفة الميزان التجاري تميل لغير صالح مصر فنستورد أكثر مما نصدر ونستهلك أكثر مما ننتج.

افتتاح قناة السويس الجديدة ومؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي كان ينبغي أن يصبح نقطة تحول لصالحنا في التنمية والاستثمار وضبط الميزان التجاري وليس عيبًا أن نتعلم من تجارب الغير في سنغافورة وماليزيا أو حتى تايوان حتى نحقق مثل ما حققته تلك البلدان فما فائدة القول إننا حققنا أرقامًا عالية في النمو وأن الاستثمارات في ازدياد، بينما الإنتاج متواضع والبطالة والأسعار والتضخم في الطالع ودخل الفرد يتضاءل..ثم كيف نتحدث عن التنمية بينما المخططات المرصودة للتعليم والصحة والخدمات الأساسية لا تزال دون الطموح..

زيارة المسئولين للخارج مهمة شريطة أن تجلب مزيدًا من فرص الاستثمار والتصدير وأن تفتح أسواق الدول أمام منتجاتنا.. وعلى الحكومة أن تجتهد في توفير بيئة جاذبة للاستثمار وإصدار تشريعات ملائمة وتدريب جيد للعمالة حتى يمكن لمصر أن تنافس وأن تجذب رءوس الأموال التي تجلب معها بالطبع التكنولوجيا والخبرات العالمية في مجالها حتى يصير بلدنا منتجًا وصانعًا وليس مستوردًا أو عالة على الآخرين.. وأتساءل أخيرًا.. متى تصبح مصر من النمور أو حتى الفهود الاقتصادية ؟!
الجريدة الرسمية