رئيس التحرير
عصام كامل

"داعش" و"المليشيات الشيعية".. تنهي العراق الموحد.. ومطالب سنية بإقليم مستقل.. المادة 119 بالدستور تمنحهم الفيدرالية.. والحكومة ترفض الكيانات الطائفية.. مراقبون: العراق يقترب من مشروع "بايدن"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الحديث الذي كشفت عنه وسائل الإعلامة العربية والعراقية خلال الأيام الماضية عن فيدرالية ثلاثية تضم إقليم البصرة للأغلبية من العرب الشيعة، وإقليم لاغلبية سنية بالموصل، وإقليم كردستاني، يسهل الأمر على تنظيم "داعش" في دق المسار الأخير في نعش الدولة العراقية الموحدة ذات القوة المركزية.


إقيلم سني
طغي على مؤتمر «مكافحة الإرهاب» الذي عُقد في عاصمة إقليم كردستان أربيل، أمس، وحضرته معظم القوى السنية، وممثلون عن الحكومة والسفارة الأمريكية وعدد من السفراء، قضية إقامة إقليم سني، بعد طرد تنظيم «داعش» من مناطق النفوذ السني ببلاد الرافدين،، وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية.

المادة 119
والمطالبة السنية مدعومة بالمادة 119 من الدستور العراقي الذي أقرّ في العام 2005 في ظل الاحتلال الأمريكي للبلاد على أنه «يحق لكل محافظة أو أكثر، تكوين إقليم بناءً على طلبٍ بالاستفتاء عليه، يقدم بإحدى طريقتين، إما بطلبٍ من ثلث الأعضاء في كل مجلسٍ من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو بطلبٍ من عُشر الناخبين في كل محافظةٍ من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم».

من جانبه شدد نائب الرئيس أسامة النجيفي على أن «العرب السنة لن ينخدعوا بالوعود ولن يتنازلوا عن حقهم بتشكيل إقليم دستوري. كما شدد على «أهمية وجود منظومة عسكرية وطنية وحصر الجهد العسكري تحت مظلة سيادة الدولة»، ودعا التحالف الدولي إلى «تقديم مزيد من الدعم للعراق وجيشه لمحاربة الإرهاب».

بايدن يؤيد التقسيم
وفي تصريحات سابقة، أيد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق تتمتع بحكم ذاتي: للشيعة والسنة والأكراد.

وقال نائب الرئيس الأمريكي، نهاية أغسطس الماضي، في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تدعم نظاما فيدراليا في العراق،كوسيلة لتجاوز الانقسامات في البلاد.

تقسيم العائدات
وكتب نائب الرئيس الأمريكي أن خطة من هذا النوع "تؤمن تقاسما عادلا للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محليا مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه (تضمن) حماية وحدة وسلامة أراضي العراق".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة بموجب الاتفاق الإطارى الإستراتيجي للمساعدة على نجاح هذا النموذج".

انقسام حول الإقليم
فيما أكد العديد من شيوخ العشائر السنية بالعراق رغبتهم في وجود إقليم سني، استبعد رئيس مجلس عامرية الفلوجة شاكر العيساوي اتخاذ قرار لتشكيل الأقاليم خلال أعمال المؤتمر، وقال إن «النقاش دار حول التركيز على دعم العشائر السنية لدحر تنظيم داعش»، مشيرًا إلى أن «كل من شكك بالمؤتمر لا يريد الخير للمناطق التي ترزح تحت حكم التنظيم».

مخطط خارجى
واتهم محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، المؤتمر بأنه نتاج «برامج خارجية تسعى إلى تقسيم العراق». وقال: «لا المحافظة ولا مجلسها شاركا في مؤتمر أربيل لأنه يهدف إلى تجريم داعش والحشود الشعبية، وهذا ما نرفضه، لأن الحشود لها الفضل في تحرير المناطق، خصوصًا في صلاح الدين».

الصراع الطائفي
ورغم أن موقف السنة متباين حول تأسيس إقليم سني بالعراق، إلا أن البعض يري أن سياسية المليشيات الشيعية في العراق، تزيد من السخط الشعبي لدى أهل السنة، في ظل سياسية الطائفية التي تتبعها هذه المليشيات والتي تحارب بجوار الجيش العراقي باسم أقوات الحشد الشعبي.

ويري مراقبون أن عودة طرح أقاليم بالعراق بقوة إلى الواجهة اليوم، خصوصًا بعد موجة العصف الطائفي والفصل المناطقي التي كرّستها عملية «داعش» في يونيو الماضي، اصبحت مطلبًا مستساغًا ومقبولًا، بل ومدعوًا إليه من قبل أطياف في ذات الأغلبية السنية.

تسليح العشائر
ويمثل تسليح العشائر من قبل الولايات المتحدة بشكل مباشر الموضوع الأكثر حساسية ونقطة اختلاف بين جهات عراقية عدة خوفًا من ربطه في سياق خلق استقلالية لفئات عراقية عن سلطة الدولة المركزية، حيث ينظر الكثيرون بعين الريبة إلى هذه الخطوة، بينما يلحّ عدد من الفعاليات المحلية وبعض أعضاء مجلس النواب على ضرورة السير في هذه الخطوة متذرعين بتأخر دعم الحكومة.

وفيما يتعلق بالموقع الرسمي فقد أكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي رافد الجبوري، أن «إقامة الأقاليم حق كفله الدستور شريطة أن لا يتم ذلك على أساس طائفي، «سواء كان شيعيًا أو سنيًا»، مؤكدًا أن «الحكومة العراقية ترفض أن تقام الأقاليم على أسس طائفية»، مشددًا على أن «طرح الفيدرالية» على قابليته «لا يجب أن يتحوّل إلى تقسيم طائفي للبلاد».
الجريدة الرسمية