لماذا يحرص اليهود على الحياة أكثر من المشركين؟ الشعراوي يوضح (فيديو)
اليهود، أجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بـسورة البقرة، عن مسألة لماذا يحرص اليهود على الحياة أكثر من المشركين؟ كما أوضح الحكمة من قول الحق عز وجل ألف سنة في الآية الكريمة.
سورة البقرة الآية 96
قال تعالى: «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 96 من سورة البقرة
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: الحق سبحانه وتعالى بعد أن فضح كذبهم، في أنهم لا يمكن أن يتمنوا الموت لأنهم ظالمون، وما داموا ظالمين فالموت أمر مخيف بالنسبة لهم، وهم أحرص الناس على الحياة، حتى إن حرصهم يفوق حرص الذين أشركوا، فالمشرك حريص على الحياة لأنه يعتقد أن الدنيا هي الغاية، واليهود أشد حرصا على الحياة من المشركين لأنهم يخافون الموت لسوء أعمالهم السابقة، لذلك كلما طالت حياتهم ظنوا أنهم بعيدون عن عذاب الآخرة، الحياة لا تجعلهم يواجهون العذاب ولذلك فهم يفرحون بها. إن اليهود لا يبالون أن يعيشوا في ذلة أو في مسكنة، أو أي نوع من أنواع الحياة، المهم أنهم يعيشون في أي حياة.
لماذا يحرص اليهود على الحياة أكثر من المشركين؟
وتابع الشيخ الشعراوي: ولكن لماذا هم حريصون على الحياة أكثر من المشركين؟ لأن المشرك لا آخرة له فالدنيا هي كل همه وكل حياته، لذلك يتمنى أن تطول حياته بأي ثمن وبأي شكل، لأنه يعتقد أن بعد ذلك لا شيء، ولا يعرف أن بعد ذلك العذاب، واليهود أحرص من المشركين على حياتهم، وقوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}، الود هو الحب، أي أنهم يحبون أن يعيشوا ألف سنة أو أكثر، ولكن هب أنه عاش ألف سنة أو حتى أكثر من ذلك، أيزحزحه هذا عن العذاب؟ لا. طول العمر لا يغير النهاية، فما دامت النهاية هي الموت يتساوى من عاش سنوات قليلة ومن عاش ألوف السنين، قوله تعالى: (يعمر) بفتح العين وتشديد الميم يقال عنها إنها مبنية للمجهول دائما، ولا ينفع أن يقال يعمر بكسر الميم، فالعمر ليس بيد أحد ولكنه بيد الله، فالله هو الذي يعطي العمر وهو الذي ينهيه، وبما أن العمر ليس ملكا لإنسان فهو مبني للمجهول.
ما الحكمة من قول الله ألف سنة ؟
وأكمل الشعراوي: والعمر هو السن الذي يقطعه الإنسان بين ميلاده ووفاته، ومادة الكلمة مأخوذة من العمار لأن الجسد تعمره الحياة، وعندما تنتهي يصبح الجسد أشلاء وخرابا، قوله تعالى: (ألف سنة)، لماذا ذكرت الألف؟ لأنها هي نهاية ما كان العرب يعرفونه من الحساب، ولذلك فإن الرجل الذي أسر في الحرب أخت كسرى فقالت كم تأخذ وتتركني؟ قال ألف درهم، قالوا له بكم فديتها؟ قال بألف، قالوا لو طلبت أكثر من ألف لكانوا أعطوك، قال والله لو عرفت شيئا فوق الألف لقلته، فالألف كانت نهاية العدد عند العرب، ولذلك كانوا يقولون ألف ألف ولم يقولوا مليونا، وقوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العذاب أَن يُعَمَّرَ}، معناها أنه لو عاش ألف سنة أو أكثر فلن يهرب من العذاب، وقوله تعالى: {والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}، أي يعرف ما يعملونه وسيعذبهم به سواء عاشوا ألف سنة أو أكثر أو أقل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.