محمد عبد الجليل يكتب: ألووو ألووو، الرادار اختفى يا فندم، صرخة عسكري المرور تكشف أغرب واقعة سرقة بالجيزة.. السائقون: من النهاردة مفيش مخالفات.. والسوشيال ميديا تقود إلى القبض على المتهم
"الووو الووو، الرادار اتسرق يا فندم!"، الرادار راح فين، اختفى من أعلى الكوبري، يا خبر أسود هكذا بدأت المأساة، صرخة استغاثة من عسكري المرور.. تلقاها ضابط المرور على هاتفه، وهو في حيرة من أمره، لتتحول إدارة مرور الجيزة ومدير أمن الجيزة إلى خلية نحل، لحل اللغز.
كيف لجهاز ضخم وثقيل، مثبت بأعلى كوبري صفط اللبن أن يختفي هكذا في غمضة عين؟
بدأت التحقيقات، وتوالت الأسئلة: "هو الرادار راح فين؟"، "مين اللي ممكن يسرق حاجة زي دي؟"، وهل رصدته الكاميرات المثبتة في كل مكان على محور صفط اللبن.
فرحة السائقين!
وفي الوقت الذي كانت فيه الأجهزة الأمنية تبحث عن الرادار المفقود، كان العديد من سائقي السيارات والمواطنين يعيشون حالة من الفرح الغريب فرحة بغياب الرادار، من النهاردة مفيش الرادار، الذي كان يلاحقهم أعلى الكوبري، ويحرق جيوبهم بسبب الغرامات التى كانت تفرض عليهم بعد رصد المخالفات بالرادار.
"أخيرًا ارتحنا من المخالفات"، "يا سلام، الرادار مشي"، هكذا كانت تعليقات السائقين بعضهم لبعض!
ولكن الفرحة لم تدم طويلًا، فقد تم اكتشاف السرقة عندما تبين عدم وجود الجهاز يعمل في رصد المخالفات.
وعندها بدأ البحث الجاد عن الجاني، كانت المفاجأة التي أثارت ضجة أن الحرامي اللي سرق الرادار تاجر خردة.
تفاصيل الجريمة:
تخيلوا المشهد، تاجر خردة يرتدي ملابس العمل التقليدية، ومعه أدواته البسيطة، يصعد إلى أعلى كوبري صفط اللبن وكأنه متسلق جبال محترف. يبدأ في فك مسامير الرادار ببطء ودقة، وكأنه يفكك قنبلة موقوتة.
بعد جهد جهيد، ينجح في فصل الجهاز عن الكوبري ويبدأ في نقله ببطء شديد، وكأنه يحمل كنزًا ثمينًا.
وتحول الجهاز الذي كان يقف حارسًا أمينًا على الطرق، بين ليلة وضحاها إلى كوم خردة في أحد مخازن الباعة الجائلين، الذي رأى في الرادار كنزًا من الخردة، يمكنه بيعه وتحقيق أرباح طائلة.
تفكيك الجهاز قطعة قطعة !
وبعيون مليئة بالفخر، بدأ تاجر الخردة في تفكيك الجهاز قطعة قطعة، مستمتعًا بالمعادن وهي تصدر أصواتًا تشبه أنين الرادار وهو يودع الدنيا.
وبعد أن انتهى من المهمة، باع الخردة لتاجر آخر، دون أن يدري أن هذا الفعل سيغير مجرى حياته.
في اليوم التالي، سرعان ما انتشر خبر "البطل المجهول" الذي أزال الرادار، وتحول إلى موضوع ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي.
القبض على المتهم.
وبسرعة فائقة أمسك رجال الداخلية بالخيط الذي أوصلهم للقبض على تاجر الخردة، وفي اعترافاته، التي أدلى بها وصف عملية سرقة الرادار وكأنها عملية سرقة مجوهرات، مع فارق واحد وهو أن "المجوهرات" في هذه الحالة كانت جهاز رادار!
ولكن في النهاية، يمكننا القول إن هذه القصة أثبتت أن المصريين يتمتعون بروح الدعابة والفكاهة، حتى في أصعب الظروف.
فبعد كل هذا الضحك والسخرية، لا يجب أن ننسى أن هذه القصة هي تذكير لنا بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، وأن كل فرد منا مسؤول عن حماية بلده.
وان الرادارات تحمي أرواح المواطنين من خلال رصد المخالفات المرورية التي تتسبب في حوادث يذهب ضحيتها أعداد كبيرة وفقا للإحصائيات الرسمية.