حكم قراءة سورة الحديد يوم الثلاثاء وسؤال الله بها وفضلها
يوم الثلاثاء هو اليوم الرابع من أيام الأسبوع، لذلك فإن المرء قد يشعر بالخمول في ذلك اليوم، لذا اعتادوا قراءة سورة الحديد لأنها حسب زعمهم تنشط الإنسان وتجعله يتفكر في خلق الله الذي أنزل الحديد وجعل فيه القوة وفي هذا الإطار نبين لكم ما ورد في هذه السورة وحكم قراءتها يوم الثلاثاء.
حكم قراءة سورة الحديد يوم الثلاثاء
لم يرد في السنة النبوية الشريفة فضل لقراءة سورة الحديد يوم الثلاثاء أو غيره من الأيام، كما أوضحوا أيضًا أن المسلم لا يجوز له أن يحدد في باب العبادات ما لا يوجد له دليل من الشارع، مثل تحديد قراءة سورة، أو آية معينة في أوقات أو أيام محددة، بعدد معين لغرض معين.
ولا يصح ذلك إلا إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا مجال للرأي في هذا المعنى، كما أكدوا أن الله عز وجل لا يقبل من العبادة إلا ما كان خالصًا لوجهه موافقًا لشرعه، وليست البدعة مما يتقرب به إلى الله عز وجل ليجيب الدعاء.
حكم السؤال بالقرآن
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فليسأل الله به ـ أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة ـ أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة.اهـ. وسورة الحديد كغيرها من القرآن الكريم تقرأ للاستعانة بها على قضاء الحوائج ونحو ذلك، لما في الحديث: من قرأ القرآن فليسأل الله به. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فضل سورة الحديد
لم يرد في فضل سورة الحديد نصوص تدلّ على فضلها بالتحديد، وأكثر الأحاديث التي جاءت تتحدّث عن فضل هذه السورة ضعّفها العلماء، ومن ذلك ما جاء عن عليّ أنّ قراءة بعض آياتها سببٌ لقضاء الحاجات، وهذا الحديث إسناده ضعيف، وهو: (اقرَأْ من أوَّلِ سورةِ الحديدِ إلى آخرِ ستِّ آياتٍ منها "عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"، وآخرَ سورةِ الحشرِ يعني أربعَ آياتٍ، ثُمَّ ارفَعْ يديكَ فقُل: يا مَن هُوَ هكذَا أسألُكَ بِحَقِّ هذهِ الأسماءِ أن تُصَلِّيَ علَى مُحمَّدٍ وأن تفعَلَ بي كذا وكذا مِمَّا تريدُ، فو اللَّهِ الَّذي لا إلهَ غيرُهُ لتنقَلِبَنَّ بحاجَتِكَ إن شاءَ اللَّهُ).
سورة الحديد من المسبحات
وذكر السّيوطي في كتابه الدر المنثور: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ المسبحات قبل أَن يرقد، وَقَالَ إِن فِيهِنَّ آيَة أفضل من ألف آيَة"، وقال إنّ هذا الحديث حسّنه النسائي والبيهقي عن عرباض بن سارية؛ وقال السيوطي إن لهذه السورة علاقة بقصة إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهي من السور المسبّحات: كسورة الحشر، وسورة الصف، وسورة التغابن، وسورة الجمعة.
مقاصد سورة الحديد
ورد من مقاصد سورة الحديد، أن السورةُ تتحدّث عن قدرةِ اللهِ -تعالى- في الكونِ، وأنَّه الأوَّلُ والآخرُ، وبيدِه الرّزقُ -سبحانه-، ولا يماثلُه شيءٌ، وهو خالقُ كلِّ ما في هذا الكون المتصرّف فيه، والمحاسبُ للنُّفوسِ البشريَّة على كل ما فعلت والمُجازي على ذلك. المتدبّر في آيات سورة الحديد يجد أنّها تُعمِّق الإيمانِ في القلبِ، وتزيد من خشوعه وتَذَلُّلـه لله. الحثّ على التسبيح، حيث إنّ المخلوقاتِ جميعُها تُسبِّح اللهِ -تعالى-، والحثّ على الإخلاص، وطهارةِ القلوبِ ونقائِها، وخُلوِّهَا من الحرص على ملذّاتِ الدُّنيا، وحضِّ الناس على الاتّعاظِ بما صارَت إليهِ الأممُ السابقة. التذكيرِ بما أعده الله -تعالى- للمؤمنينَ من جزاء صبرهم على هذه الدنيا. الحث على الإنفاق في سبيل الله، والتحذير من خلق النفاق وأهله.
سورة الحديد
تعد سورةُ الحديدِ مدنيَّة بإجماعِ المُفسرينَ، وعددُ آياتِها تسعٌ وعشرونَ آية، وسمِّيت بالحديدِ؛ لأنَّه قويٌّ ذو بأسٍ في الجهاد، وهكذا سورة الحديد آياتها ناصرة لله -تعالى- ونبيّه، بالإضافة إلى ذكر اسم الحديدِ فيها،وقد ذُكِرَت كلمة الحديد في الآيةِ الخامسةِ والعشرين، وهيَ سورةٌ نزلَت بعدَ سورةِ الزلزلةِ في المدينةِ المنورةِ، وقد بُدئَت بالتسبيحِ.
ملخص سورة الحديد
- افتتحت السورة الكريمة ببيان أن الله-تبارك وتعالى- قد نزهه عن كل ما لا يليق به، جميع ما في السموات وما في الأرض، وأنه- عز وجل - هو مالكها، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن والمحيي والمميت والخالق لكل شيء، والعليم بكل شيء.
قال-تبارك وتعالى-: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
- ثم حضت السورة الكريمة المؤمنين على الثبات على إيمانهم، وعلى الإنفاق في سبيل الله، ووعدتهم على ذلك بأجزل الثواب.
قال-تبارك وتعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ، وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ.
- ثم تتحدث السورة الكريمة بعد ذلك بأسلوبها البليغ المؤثر، عن حسن عاقبة المؤمنين، وسوء عاقبة المنافقين، فتحكى جانبا مما يدور بين الفريقين من محاورات فتقول:يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ، قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا، فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ، يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ؟ قالُوا: بَلى، وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ، وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ، حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ.
- وبعد أن تنتقل السورة الكريمة إلى حث المؤمنين على الخشوع لله، وعلى تذكر الموت، وعلى البذل في سبيل الله...
بعد كل ذلك تبين لهم مصير الحياة الدنيا، وتدعوهم إلى إيثار الآجلة على العاجلة، والباقية على الفانية فتقول: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ، وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ، ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطامًا، وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ، وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ، سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ، أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
- ثم تقرر السورة بعد ذلك أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأنه- سبحانه - قد أرسل رسله، وأنزل عليهم كتبه، وأمرهم بنشر العدل بين الناس، كما أمرهم بإعداد القوة لإرهاب أعداء الحق، لأن الناس في كل زمان ومكان فيهم المهتدون، وفيهم الضالون، كما قال-تبارك وتعالى-: فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ.
- ثم ختم- سبحانه - السورة بهذا النداء الحكيم للمؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.طية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ،