رئيس التحرير
عصام كامل

إرهابيون أموات وراء تنفيذ تفجير العريش.. الصحف تدرج أسماء متوفين ضمن منفذي الحادث.. "أبو حمزة" اغتالته القوات الأمريكية عام 2010.. و"أبو شمالة" توفى في حرب غزة.. و"عيد": التضارب مسئولية الداخلية

أبو حمزة المهاجرومحمد
أبو حمزة المهاجرومحمد أبو شمالة

كثيرة هي الأخطاء المهنية التي تقع فيها وسائل الإعلام، خلال الفترة الحالية، فمع سرعة تعاقب الأحداث واشتداد المنافسة بين الجميع على السبق الصحفي أصبح المواطن المتابع هو "الضحية"، فبدلا من متابعة وسائل الإعلام بغرض المعرفة والتثقيف والوقوف على حقيقة الأمور، اتجهت بعضها لـ"فبركة" أو تلفيق الأخبار، عن طريق الاعتماد على معلومات متناقضة بهدف تحقيق أكبر قدر من القراءة أو المشاهدة والمتابعة.


حادث "كمين القواديس"
آخر هذه التناقضات، كانت بشأن حادث استهداف أفراد القوات المسلحة بكمين القواديس بسيناء، الذي راح ضحيته 30 شخصا وأصيب 33 آخرون، الحادث الذي آثار فضول الكثير، فاتجهوا لوسائل الإعلام بهف الوقوف على ملابسات الحادث ومعرفة تفاصيله والوقوف على منفذيه، بهدف القصاص للجنود، إلا أن بعض الصحف لجأت لجذب قرائها عن طريق "اللعب بأسماء الأموات"، أي استغلال أسماء إرهابيين أموات بهدف تحقيق سبق صحفى، فتصدرت الصحف مانشيتات تجسد هذا التضليل الإعلامي.

الأموات.. منفذو الحادث
وقامت بعض الصحف بإدراج أسماء بعض المتوفين ضمن منفذي حادث العريش، ومنهم أبو حمزة المهاجر زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق، فصنفته بعض الصحف على أنه قائد العملية، إلا أن أبو حمزة قد اغتيل على يد القوات الأمريكية في عام 2010، بالإضافة إلى محمد أبو شمالة القائد في كتائب عز الدين القسام، أحد منفذي العملية بحسب الادعاءات، والذي قتل في أغسطس الماضي أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

الأداء المهني يتراجع
وعلق الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، على تلك التهكنات، مؤكدًا أن الأداء المهنى للإعلام المصرى يتراجع، مشيرًا إلى أن أن تجهيل المصادر في ظل أجواء العمليات الإرهابية تسهل مهمة نشر المعلومات الخاطئة.

وعلى الجانب الآخر استنكر سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قيام بعض وسائل الإعلام بنشر معلومات مغلوطة عن مرتكبي الحادث الإرهابي، حيث حمّل وزارة الداخلية المسئولية عن انتشار هذه المعلومات غير الصحيحة.

وأضاف "عيد" في تصريحات خاصة لـ"فيتو": "إن الداخلية حاليا تمر بضغط نفسي شديد يجعلها تتسرع وتقدم لوسائل الإعلام تقارير غير دقيقة، خاصة وأن هناك إلحاحًا متزايدا من قبل المواطنين المطالبين بالكشف عن تفاصيل الحادث الإرهابي ومرتكبيه".

وذكر: "مسئولو الداخلية يعتقدون أن النسيان سيكون سيد الموقف، وأن المصريين لن يتذكروا المعلومات الخاطئة مع مرور الوقت، كما أن قضايا الإرهاب السابقة التي تم نشر معلومات غير دقيقة لم يقف أمامها الكثيرون؛ مما أدى إلى تكرار الأمر في القضايا الحالية".

وتابع: "الجهاز الأمني به العديد من الثغرات لأن وزارة الداخلية لم تتعافَ حتى الآن بعد ثورة 25 يناير"، مؤكدا أهمية التدريب والإعداد في الفترة القادمة لجميع العاملين بالوزارة.

الجريدة الرسمية