رئيس التحرير
عصام كامل

«المعزول» يرد على «مذبحة العريش» في رسالة إلكترونية.. "مرسي" لأنصاره: أثلج صدري ثورتكم وأرفض الخروج من السجن قبلكم..و«حسب الله» يعلق: المعزول يشمت في ضحايا الجيش.. و«

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي


وسط حالة من الغضب الشعبي من جماعة الإخوان الإرهابية في أعقاب العملية الإرهابية التي استهدفت أبناء القوات المسلحة في العريش يوم الجمعة الماضي، إلا أن الجماعة أصرت على اتخاذ مزيد من الإجراءات لاستفزاز المصريين، الذين باتوا على اقتناع بأن أعضاءها وراء هذه العمل الإرهابى.


آخر الخطوات الاستفزازية، كانت الرسالة إلى بعثها الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أنصاره عبر صفحته الرسمية على "الفيس بوك"، والتي حملت ما يشبه الاعتراف بضلوع أبناء الجماعة في مذبحة العريش، خاصة وأنه بدأ رسالته بقوله:"أهنئكم وقد أثلج صدري استمرار ثورتكم ضد هذا الانقلاب الكسيح وقياداته".

الكذب والادعاء
كما لجأ المعزول في رسالته إلى الكذب والادعاء، اعتقادا بأن ذلك يضفي عليه مظهر "البطولة" أمام أنصاره فقال في الرسالة:" أعلن بكل وضوح أنني قد رفضت ولازلت أرفض كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة ودماء الشهداء، وإنني كذلك أشدد تعليماتي لكل الثوار الفاعلين على الأرض بقياداتهم ومجالسهم وتحالفاتهم ورموزهم ومفكريهم وطلابهم، لا اعتراف بالانقلاب، لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء".

واختتم ادعاءاته قائلًا:"وإن شاء الله لن أغادر سجني قبل أبنائي المعتقلين، ولن أدخل داري قبل بناتي الطاهرات المعتقلات، فاستبشروا خيرا واستكملوا ثورتكم".

وحول تحليل هذه الرسالة، قال صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الرئيس المعزول وجه حديثه إلى أفراد جماعته وليس للشعب المصري الذي عزله من منصبه، مضيفًا:" الرسالة كانت من الغائب إلى الغائب".

الاختلال النفسى
وأكد أن الرسالة تعبر عن حالة الاختلال النفسي التي وصل إليها المعزول، كما تؤكد ما يؤمن به المصريون جميعا بأن الجماعة هي الفاعل الأساسي في جميع العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى أن هؤلاء الإرهابيين هم من استقدمهم مرسي من الخارج ووطنهم بسيناء، لتنفيذ غارات إرهابية ضد القوات المسلحة.

وذكر حسب الله: "إن الرسالة بها شماتة من ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت في العريش بدليل أنها نشرت في هذا التوقيت، وقال مرسي فيها: أثلج صدري استمرار ثورتكم ضد هذا الانقلاب".

إجراء مصالحة
ومن جانبه، علق الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسي، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على الرسالة، مؤكدًا أن هدفها إجراء مصالحة مع الإخوان.

وأضاف، أن المنتمين للجماعة لن يهدأوا إلا بعد إجراء مصالحة معهم، وذلك في الوقت الذي تأخذ فيه العدالة مجراها.

وذكر:"الجماعة الإرهابية تشعر بتضييق الخناق عليها في الفترة الأخيرة، والتي شهدت خسارة الشعبية التي كان يتمتع بها أفرادها في السابق، فالمصريون أدركوا أفعال الجماعة المشينة، وبالتالي أصبحت فرص المصالحة معهم محدودة، مما جعلهم يلجأون إلى هذه الرسالة".

وتابع:"هذه الرسالة تزيد الأوضاع سخونة من ناحية شباب الإخوان، لأنها تدفعم إلى مزيد من العنف، والرسالة ليست اعترافًا بارتكاب الجماعة لحادث العريش على الرغم من توقيتها، فأعضاء الجماعة يؤمنون بأن ما يحدث في سيناء عمل إرهابي، لكنهم يؤكدون عدم صلتهم بالواقعة".

محاولة لرفع المعنويات
وعن الجوانب النفسية في الرسالة، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن رسالة محاولة لرفع الروح المعنوية لشباب جماعة الإخوان الإرهابية من أجل دفعهم لارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية.

وأضاف: "الرسالة رد من جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعقاب جنازة شهداء مذبحة العريش"، مشيرا إلى أن التنظيم أدرك أن الكلمة من شأنها أن تلقى الخوف في نفوس أبناء الجماعة، وتدفعهم إلى إيقاف العمليات الإرهابية مما دفعهم إلى "الشو الإعلامي" برسالة المعزول.

كما اعتبر أن الرسالة من شأنها أن تعطي "دعما نفسيا" لأنصار الجماعة، وبخاصة الشباب والذين سيزيدون العنف والإرهاب في الفترة المقبلة.

وتابع فرويز:" الرسالة تظهر بها استراتيجية الجماعة التي تقوم على مبدأ ابتسم في وجه من هزمك حتى لا يشعر بفخر الانتصار عليك، وهو الأمر الذي يظهر في حديث مرسي وكأنه لا يزال رئيسا للجمهورية".
الجريدة الرسمية