فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

إعدام جثمان أبي العلاء!

طبعا كل الفرص ممنوحة لمن استولوا علي سوريا لإثبات حسن نياتهم، لكن بعض الأسئلة التي يفرضها المنطق تفرض نفسها بخليط من الشدة والإلحاح.. ومنها: كيف لمن يبحث عن ثأر مع مفكر وأديب وشاعر وفيلسوف مثل أبي العلاء المعري بقيمته ووزنه.. التاريخي والنوعي والنسبي علي السواء.. ويحطم مقبرته انتقاما وتشفيا، كيف له أن يتسامح مع آخرين يري ويري شيوخه وتري مرجعياته أنهم خارجون عن الملة؟! 

كيف لمن ينبش القبور وفيها ما فيها من الخسة والغل علي السواء أن يحكم بلد يعج بالطوائف والمذاهب والقوميات؟! كيف لمن يعيش في الماضي إلي هذا الحد أن يبني مستقبلا بلا أي حدود؟!

 
ربما للمعري خصوصية موقفه من الأتراك.. فكثيرون ينفون عن الرجل الزندقة ومنهم علماء ومؤرخون إسلاميون أجلاء تتقدمهم بنت الشاطئ ولكن حتي تلك.. تشي بما يريب أكثر مما لا يريب.. إذ تصفية حساب لتركيا له ألف عام فماذا عن ثأرات تركيا القريبة؟!

 
علي كل حال.. عشرات بل مئات الأعمال عن جرائم قتل ونهب وقعت هنا وهناك ولم نعرف أن تحقيقا واحدا جري.. لا هنا ولا هناك!
 

 

وعشرات الفيديوهات بصور وأصوات أصحابها تتوعد سوريين هنا وهناك.. ولم نعرف أن واحدا قبض عليه أو تم التحفظ عليه أو استدعي أحدهم لأي جهة لبحث أسباب تهديده ووعيده.. لا هنا ولا هناك!
سوريا لها بعد ربها شعبها.. ولن يقبل شعب حر.. بأن يكون خارج التاريخ.. ولا الجغرافيا!