أول يوم !
ورحل عام وأتانا عام جديد.. عام لا نعرف بدقة بعد ماذا يخفيه لنا.. لكننا مع ذلك نتوجس مما يحمله لنا.. وما شهدناه في العام الذي رحل سبب توجسنا هذا.. ففى الداخل شهدنا تأجيلا لانخفاض معدل التضخم إلى رقم أحادى من عامنا الجديد إلى العام الذى يليه، وتحديدا نهاية الربع الأول منه.. وهذا يعنى أن معاناتنا ممتدة هذا العام من الغلاء الذي داهمنا منذ عامين ووصل ذروته عام 2023.
أما في منطقتنا فقد شهدنا تمادى قوات الإحتلال في وحشيتها ضد أهل غزة وتزايد ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية وإنتهاج سياسة الإبادة بالتجويع أيضا، وإتساع حرب غزة لتغطى لبنان، وحتى حينما تم التوصل إلى إتفاق قرب نهاية العام لوقف الحرب الاسرائيلية ضد لبنان لم تتوقف قوات الاحتلال عن خرق هذا الاتفاق بشكل يومى..
كما شهدنا سقوط بشار الأسد في سوريا وسيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة أمميا بأنها منظمة إرهابية وتفتح ذراعيها لعناصر الإخوان، على الحكم في دمشق، وانتهزت قوات الاحتلال الاسرائيلية الفرصة لتتوغل في الاراضي السورية، وتحتل مساحات منها وتدمير الجيش السوري.
بينما عالميًّا فقد شهد العام الذى غادرنا فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية وسوف يتولى بعد تسعة عشر يومًا رئاسة أمريكا لينفذ برنامجه الذى ينذر بحرب تجارية في العالم كله وهو ما يهدد الاقتصاد العالمى بتداعيات سلبية، ويعد بوقف الحرب الاوكرانية وحرب غزة، وهو ما سيؤثر على إستقرار العالم ومنطقتنا تحديدًا لأنه وعد إسرائيل بكل الدعم، والعمل على زيادة مساحتها، ولا يكترث باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى للفلسطينيين.
وهكذا.. العام الراحل حمل لنا الكثير من الهموم والتحديات الداخلية والخارجية، وأورثها لعامنا الجديد الذى استقبلناه قبل ساعات مضت.. ولذلك علينا أن نتسلح باليقظة الكاملة حتى نستطيع التغلب عليها ولكى يكون عامنا الجديد أفضل من سابقه!