كمال عبد العزيز: فيلم "حريق أوبرا القاهرة" توثيق لذكريات أبطاله
شهد ثالث أيام مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عرض الفيلم التسجيلي "حريق أوبرا القاهرة " للمخرج كمال عبد العزيز، والذي أثار شجن الحاضرين، بسبب هذه الذكرى المؤلمة التي تركها هذا الحريق في نفوس المصريين.
وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها الدكتور حسن عماد مكاوي بحضور المخرج كمال عبد العزيز، ونخبة من السينمائيين منهم المخرج على عبدالخالق، ومدير التصوير محسن أحمد، والدكتور سمير فرج، والنقاد نادر عدلي، وكمال رمزي، وسمير شحاتة والدكتور خالد عبدالجليل.
3 عروض سينمائية للتضامن في مهرجان الإسكندرية السينمائي
وفي بداية الندوة تحدث المخرج كمال عبد العزيز عن ظروف وكواليس تقديم الفيلم قائلا: "هذا الفيلم استغرق 5 سنوات في التحضير والتصوير، وهو من إنتاجي، وضم 13 شهادة لعدد من نجوم الأوبرا الكبار مثل ماجدة صالح، والدكتورة رتيبة الحفني وغيرهم،وهؤلاء الكبار توفى منهم 10 أشخاص ليصبح هذا الفيلم وثيقة لهم، ولذكرياتهم عن هذا الحادث الأليم".
وأضاف كمال عبد العزيز أن من أهم الصعوبات التي واجهته في هذا الفيلم هو الحصول على الفيديو الوحيد في العالم الذي يوثق هذا الحادث، والذي قام بتصويره طبيب كان يمر بالصدفة بجانب الأوبرا وقت حريقها، وقام بتصوير الفيلم بكاميرا 8 ملي.
وأشاد الدكتور خالد عبد الجليل بالفيلم واعتبره وثيقة مهمة، وقال: "لدينا كم كبير من الوثائق المهملة، وأماكن تاريخية خرجت بلا رجعة، فمكان عظيم مثل أوبرا القاهرة تحول إلى جراج وهو شيء مؤسف"، مطالبًا المخرج كمال عبد العزيز بضرورة تقديم سلسلة من نوعية أفلام "حريق أوبرا القاهرة " لأنها بالفعل وثيقة مهمة في تاريخنا.
وتحدث الدكتور سمير فرج عن ذكرياته خلال هذه الفترة التي سبقت حريق الأوبرا قائلا :"كنت في هذا التوقيت أذهب للأوبرا لأشارك لعمل مكياج فرقة رضا، وأسير في الممرات، وغرف الراقصين، وعندما حدث هذا الحريق بكيت بشدة، لأن بالفعل هذا المكان عزيز للغاية ليس على قلبي وحدي ولكن على قلب كل مصري".
واعتبر الناقد كمال رمزي أن أوبرا القاهرة مثل كائن حي يعيش ويتنفس لكن تم التآمر عليه وقتله، متمنيًا من مخرجه تقديم سلسلة أعمال استقصائية عن أماكن تكاد تكون تواجه نفس المصير مثل مسرح البالون، والسينما الصيفي في وسط البلد، ومسرح بني سويف الذي احترق قبل سنوات، وسور الأزبكية وكازينو بديعة.
وأكد الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان أنه كان يتمنى الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاما على إنشاء دار أوبرا القاهرة، لكن للأسف احترقت حيث يوافق شهر أكتوبر ذكرى الإنشاء والحريق في نفس الوقت.