رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» ترصد التعديات في الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمي.. المياه الجوفية تهدد المباني الأثرية.. «بائع نحاس»: نريد أمنا حقيقيا يحمينا من السرقة.. «نادر»: الركود يسيطر


يأتون إليه المواطنون من كافة البلدان لكي يؤدون الصلوات به ويستمتعون بأصالة مصر وتاريخها العظيم، كما يستمتعون بالشوارع المجاورة له المليئة بالمساجد الأثرية والتي تحمل في طياتها كل معاني التراث الإسلامي، الكلمات هنا عن مسجد «الحسين»، وشارع المعز لدين الله الفاطمي المجاور له، فرغم كونه الشارع الأعظم في القاهرة الفاطمية وأكثرها ازدحاما بالآثار الإسلامية، إلا أنه يئن تحت وطأة التعديات، الأمر الذي انعكس على الآثار الموجودة بالشارع الذي تكلف تطويره ملايين الجنيهات.


الانبهار هنا يطالعك كلما نظرت يمينًا أو يسارًا، فكل أثر له حكاية تروي جانبًا من تاريخ القاهرة، لكن التشوه سرعان ما حلت محل الانبهار، حينما رأينا حالة بعض الآثار التي يرثي لها، كما تعالت أصوات البائعين لما تعرضوا لخسائر جمة من تدهور تجارتهم.

الركود يسيطر على التجارة

يقول «حسن محمد» بائع نحاس: إن «شارع المعز لدين الله الفاطمي من الشوارع الأثرية التي تمتاز في الفترة السابقة بالرواج السياحى، ولكن منذ اندلاع ثورة 25 يناير أصبح الوضع سوءا، فدمرت تجارتنا بعدما قلت حركة السياحة، وارتفعت أسعار السلع ما أدى إلى عزوف رواد الشارع عن شراء المنتجات».

واستكمل «حسن»، حديثه قائلًا، إن «الأمر لن يتوقف فقط على حال حركة البيع والشراء ولكن الأمر أصاب شارع المعز بما يحمله من مبان أثرية والتي دمرت بفعل الرطوبة وعدم اهتمام المسئولين بترميمه».

التعديات تدمر الحسين وشارع المعز:

وأيده في الرأي «كمال سيد»، بائع ذهب، مضيفًا أن هناك عددًا من المباني الأثرية التي دمرت بفعل الرطوبة ونهبت في الفترة ما بعد ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن حمام «مسجد المؤيد» تحول إلى مقلب قمامة، كما تم هدم أجزاء من بعض الأماكن الأثرية بالمنطقة ومنها «باب الوزير»، و«باب اللبان».

وأكد بائع الذهب، تعرض شارع المعز لدين الله الفاطمي، لأعمال نهب وتخريب مستمرة، حيث خربت البوابات الإلكترونية، وسرقت كشافات الإضاءة والتي صنعت خصيصًا لإضاءة الشارع بطريقة فنية وبألوان رائعة، ما أدى إلى غرق الشارع في الظلام الدامس، ورغم العدد الكبير للمدارس والمساجد والأسبلة التي يضمها الشارع، فقد تراكمت معها الكثير من التعديات، سواء كانت حكومية أو سكنية أو تجارية.

مياه الصرف تهدد المباني الأثرية:

من جانبه تحدث «أحمد سيد»، بائع عطور، عن مشكلة أخرى يعانى منها شارع المعز والآثار الإسلامية وهي أن رشح المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى أيضا يهدد معظم هذه الآثار بدرجات مختلفة، تتراوح بين وجود برك من مياه الصرف الصحي المتسربة في الخنادق أمام واجهة كل من قبة «السلطان قلاوون»، وقبة «الناصر محمد»، ومسجد «السلطان برقوق»، وكذلك تدفق المياه من صحن مدرسة «القاضى عبدالباسط»، بما يؤثر على سلامة الآثار وتحلل جدرانها، بل سقوط ما تم عمله من ترميمات نتيجة لذلك، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تخلفها.

خسائر مالية يتكبدها التجار

يقول «نادر محمود» بائع عطور، إنه خسر الكثير من الأموال مقابل توقف حركة التجارة بالشارع الذي كان منبرًا للرواج في مصر ومصدر أساسي في جذب السياح، ولكن بعد ثورة 25 يناير أصبح الوضع سيئا وتدمرت التجارة.

كما قال « فريد سيد »، بائع مجوهرات، إن حركة البيع والشراء انخفضت إلى النصف، مع تواصل ارتفاع أسعار السلع بالرغم من عدم إقبال المستهليكن على الشراء، وأرجع سبب ارتفاع السلع بسبب المواد الخام المستوردة من الخارج.

ويستكمل «سيد»، حديثه قائلًا: شارع المعز أصبح مظلما في أوقات الليل بعدما كان يشبه شوارع باريس لأن وزارة الكهرباء والرقابة أهملت الاهتمام بأعمدة الإنارة فنجد في أوقات المساء بعض مناطق الشارع مظلمة منعدمة الحياة بها، ما جعلت الفرصة سانحة للسرقة.
الجريدة الرسمية