علي جمعة يكشف سر انتشار الفتن كقطع الليل المظلم في العالم الإسلامي
الفتن كقطع الليل، كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن سر ابتلاء العالم الإسلامي بفتن كقطع الليل المظلم، في الآونة الأخير، مؤكدًا أن سر ما يقاسيه العالم الإسلامي من فتن يعود للغلو والتفسير الناقص للنصوص، ما دفع البعض باستسهال قذف المسلمين بالبدع والشرك والجهل في أمور خلافية.
سر انتشار الفتن في العالم الإسلامي حاليًا
وأوضح الدكتور علي جمعة أن الآفة الكبرى التي غذت أصحاب الفتن هي غياب آداب الحوار والاختلاف وضوابهما، مؤكدًا أن القول الحسن يسد مداخل الشيطان، الذي يغري بالعداوة والبغضاء عن طريق الرد السيئ.
وقال الدكتور علي جمعة عن الفتن التي أصبحت كقطع الليل المظلم: "ابتلي العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة بفتن كقطع الليل المظلم، كان سبب غالبها الغلو والتفسير الناقص للنصوص، فاستسهل بعض الناس قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل في أمور خلافية، قال بها أئمة المسلمين وعلماؤهم، ولم يعلم هؤلاء أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود الذي دعا إليه الإسلام وتحلى به علماء الأمة منذ نشأة الحضارة الإسلامية."
وتابع علي جمعة: "إن الداء الأكبر الذي غذي به أصحاب هذه الفتن هو غياب آداب الحوار والاختلاف وضوابطهما، التي تعصم من تصدر في دين الله من الغلو والقدح في الآخرين، إن كان الحق هو المطلوب من خلافه وليس الانتصار لتعصب أعمى أو هوى بغيض، قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ).
سنة الصحابة والتابعين في الحوار
وقال علي جمعة: "لقد كانت سنة الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من علماء الإسلام في الحوار بينهم استعمال العبارات اللطيفة والكلمات العذبة، لمعرفتهم أن ذلك يلين القلوب القاسية ويقرب الخصم المعاند، كما يقول سبحانه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
وأوضح علي جمعة: "كما أمر بالقول الحسن بل الأحسن، الذي يسد مداخل الشيطان الذي يغري بالعداوة والبغضاء والجفوة عن طريق الكلمة الخشنة والرد السيئ، فقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا). وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا فاحشا ولا لعانا."
وقال الدكتور علي جمعة: "واتبع علماء الأمة هذا الهدي النبوي في خلافهم فنرى الإمام الذهبي يثني ثناء عطرا على تقي الدين السبكي مع أنه شيخ الأشاعرة الذي كان بينه وبين شيخه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الخلاف ما هو معروف."
لم يتبع علماء الأمة الظنون والأوهام
وتابع جمعة: "ولم يتبع علماء الأمة الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل والخيانة، بل نصوا على أن الأصل في عموم المسلمين الصدق والعدالة وحسن الظن بهم، وأن المسلم إذا قال شيئا فإنما يحمل على أحسن محامله، إن وجد إلى ذلك سبيل هذا في عموم الناس، فما بال علمائهم وعقلائهم إن قالوا شيئا"
وأوضح جمعة "فالاحتياط في الاتهام هنا أولى، والتمهل للفهم أجدى، لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي حتى ولو لم ينصوا عليه في كتبهم، وهذا هو الأصل وما عليه العمل في كتب الفقهاء عندما يذكرون المسائل الفقهية خالية من النصوص الدالة عليها."
وقال "وقد راعى أهل الحديث هذا أيضًا، فلم يطعنوا أحدا في غير رواية، ونصوا على أنه لا يجوز ذكر المسلمين بصفاتهم المذمومة إلا في مقام الجرح، لضرورة الحفاظ على السنة قبل تدوينها، وأما خارج ذلك فالأدب الجم والخلق النبيل وبسط الوجه وعذر الجاهل."
أخلاق علماء الحديث والفقه
وعن أخلاق علماء الحديث والفقه، قال علي جمعة: "ولم يكن من أخلاق علماء الحديث أو الفقه أن يسب أو يهين أو يحقر بعضهم بعضا، ولم يطعن أحد منهم عرض مخالفه، بل لم يكن ذلك يظهر في الحضارة العلمية الإسلامية إلا ممن يتشبهون بالعلماء وليسوا منهم، فهم يشغبون بالقول ليظن الجاهل أنهم من العلماء، ولو كانوا منهم لتلبسوا بأخلاقهم ولغة حوارهم واختلافهم كما يلبسون ثيابهم ويخادعون بعلومهم."
وأضاف "يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظن أنه يبغض لله، ثم يقول: وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون فيه مجتهدا مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطوة فيه"
وتابع علي جمعة "ولا يكون المنتصر لمقاتلته تلك بمنزلته في هذه الدرجة, لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظن أنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق, فافهم هذا فإنه مهم عظيم, [جامع العلوم والحكم].
واختتم علي جمعة حديثه فقال: "إن الهوى لم يكن مطية أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أو تابعيهم أو علماء الأمة العظام في خلافاتهم، والخلافات التي أفرزت تلك الآداب لم يكن الدافع إليها غير تحري الحق، وكانت أخوة الإسلام بينهم أصلا من الأصول المهمة التي لا قيام للإسلام دونها، وهي فوق الخلاف أو الوفاق في المسائل الاجتهادية."
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.