رئيس التحرير
عصام كامل

أخيرا.. جائزة أدبية لمصر


تأخر كثيرا النطق باسم مصري أو "مصر" في المحافل الدولية، خاصة العربية، منذ ما قبل عام 2011، عام الربيع القاسي، الذي لم يزهر غير المر، ولم يثمر غير الحرائق.


لكن وقوف الأديب المصري غير المعروف محليا، الشهير دوليا، عبد الرشيد الصادق المحمودي، الأحد المقبل، على مسرح جائزة مسابقة الشيخ زايد للكتاب ـ فرع الآداب، في أبو ظبي، يمثل نفحة أمل جديدة تضئ وجه الفنون المصرية على المسرح العربي مرة أخرى.

مؤكد أن الإمارات لم تمنح عبد الرشيد صادق المحمودي جائزة الرواية، لمجرد أنه مصري، مجاملة أو عطفا مراعاة للظرف التاريخي الذي تمر به مصر حاليا، فأمانة الجائزة من الصرامة بحيث تفرق بين ما هو ظرفي موضوعي، وما هو مهني يرتبط بحلبة إبداعية تكرّم المبدعين في وطن واحد عربي، تفصله حدود جغرافية، وتصله روابط أدبية.

شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي في السفارة الإماراتية في أبو ظبي، أعرب عن سعادته بفوز مصر بالجائزة، مشيرا إلى أنها تعطي الفائز حقه من الشهرة، في بلاده مصر، بعد أن حقق شهرة دولية وعالمية من خلال رئاسته تحرير الطبعة العربية من رسالة "اليونسكو".

وتقدم المحمودي إلى الجائزة برواية يرصد فيها تاريخ شاب قروي، خرج من قريته في محافظة الشرقية، ثم اتجه إلى مدينة الإسماعيلية، ثم سافر إلى القاهرة التي نقلته إلى أوربا.

صعدت الرواية إلى القائمة الطويلة في الجائزة، مع 11 مبدعا من 10 دول عربية، في مجالات: الشعر والرواية، شارك فيها كتّاب من المغرب، ومصر، والعراق، والإمارات، والأردن، ولبنان، وسوريا، وعمان، وتونس، والكويت.

المحمودي طرح نفسه بقوة مع اثنين من أدباء مصر كانوا قد تقدموا بأعمال للجائزة في دورتها الحالية، حيث تقدم الشاعر والإعلامي فاروق شوشة بديوان بعنوان "أبوابك شتّى: ملامح من سيرة شعرية"، كما تقدم الشاعر والصحفي أحمد الشهاوي بديوان بعنوان "سماء باسمي"، والأدباء الثلاثة صعدوا للقائمة الطويلة للجائزة، من بين 344 عملا تقدمت لفرع الآداب في الجائزة.
فاز المحمودي في السباق على عدد من الأدباء العرب الشامخين، منهم: الشاعر اللبناني محمد على شمس الدين، الكاتب العماني سيف الرحبي، الروائية العراقية عالية ممدوح، المؤلف المغربي عبد الله دمومات، الشاعر اللبناني شوقي بزيع، الأديبة اللبنانية يمنى العيد، الكاتب الأردني جمال ناجي، والشاعر التونسي منصف الوهايبي.

الإمارات لم تمنح الجائزة للمحمودي كمنحة كونه مصريا، بل قالت أمانة الجائزة في حيثيات فوزه ما يؤكد أحقية روايته بالجائزة، حيث قالت إن العمل يستلهم التقاليد السردية الكلاسيكية والعالمية الأصيلة، كما تبرز مهارة السرد، وسلاسة الانتقال، ودقة تجسيد الشخصيات من الطفولة إلى الكهولة، إضافة إلى التجسيد الدقيق للعالم الروائي.

تتناول رواية "بعد القهوة"، النسيج الاجتماعي والطبيعة الطبوغرافية والملامح الأنثروبولوجية للقرية المصرية في الأربعينيات من القرن الماضي، وهو ما جاء أيضا في قراءة أمانة الجائزة للرواية المصرية.

أما على صعيد الأسلوب، ففي الرواية ـ وفقا لأمانة الجائزة، تزاوج بين فصحى السرد والحوار البسيط الذي يكشف عن طبيعة الشخصيات الروائية.

جائزة فرع الأدب في المسابقة الإماراتية، ليست جديدة على مصر، حيث فاز بها عام 2009 الأديب الكبير جمال الغيطاني، ليعيدها إلى مصر اليوم أديب تعلم الموسيقى خصيصا، كي يساعد بطل الرواية على العزف الذي أحبه.

والجائزة إن كانت نفحة أمل جديدة للمبدعين المصريين، فهي باقة زهر إضافية من واحة دأبت نشر الحب في ربوع الوطن العربي؛ لتفوز هي الأخرى بلقب "واحة الخير".
barghoty@yahoo.com

الجريدة الرسمية