رئيس التحرير
عصام كامل

سمعة المناطق


جاءتنى رسالة من أحد القراء أمس يطلب مناقشة موضوع سمعة المناطق في القاهرة قال فيها إنه يعيش في منطقة يخجل من ذكر اسمها لأنها تشتهر بأنها منطقة شعبية كما ذكر أنها مرتع لبعض الخارجين على القانون الذين أعطوا لها سمعة غير حميدة وسط الناس وهو ما جعله يخجل أيضا من كتابة عنوانه على المحررات المختلفة وفي كثير من الأحيان يقوم بكتابة عنوانه على عناوين أقاربه حتى لا تؤثر عليه.


اختتم رسالته بأنه ليس لديه القدرة على تغيير المكان لارتفاع أثمان الشقق وذكر أن الأماكن التي ينظر لها الناس بالنظرة الدونية هي أماكن ليست كما ينظر إليها.. لأنه في الحقيقة كل منطقة وكل مجتمع فيه الصالح والطالح وهذا سيدعو إلى الأحقاد بين الناس وهو ما لا يريده الراسل ويريد أن تتم دعوة الناس إلى النظرة الموضوعية لقاطنى المناطق دون تعميم الإدراك السيئ تجاه الناس دون تمييز.

أتفق معك عزيزى الراسل في كل ما ذكرت من حقائق وأتفق معك أن كل مجتمع فيه الصالح والطالح لكن سأناقش معك الحقيقة..التعميم صفة أصيلة في الإنسان فكم الحوادث التي يسمعها الإنسان في منطقة معينة تعطى الانطباع عن أهلها أن تلك الحوادث سمة من سماتهم وذلك ليس من فراغ وإنما ناتج من عموم بعض الأفعال المتكررة العدوانية التي تفرضها الظروف على القاطنين فيها بقبول السلوك العام للمنطقة وعدم الخروج عليه وإلا لفظتهم المنطقة منها.

لا يمكن لمقالة أن تغير إدراك الناس تجاه منطقة معينة وإن حدث فإنها ستكون على سبيل المجاملة وليست تغييرا في الإدراك عنها وإنما ما يغير الإدراك هو تغيير أفعال الناس على أرض الواقع ومبادرتهم تجاه تغيير الصورة الخاصة بهم.

وأتمنى على الجهة الأخرى أن نحاول مراعاة الإنسان أولا قبل الحكم عليه.. نقطة تحتاج إلى اختبارات كثيرة.
الجريدة الرسمية