رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور..مدارس دمياط تحت حصار بلطجة "الإخوان"..للمرة الخامسة يحطمون محتويات مدارس المحافظة..يستولون على قواعد البيانات ويقطعون أسلاك الكهرباء..النشطاء يتهمون الأمن بالتقصير..وتحقيقات موسعة لوقف المهزلة


لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستيقظ فيها أهالي محافظة دمياط، على أخبار تفيد بسرقة وتحطيم محتويات مدرسة في دمياط، ولم تكن السرقة عادية، يبحث فاعلها عن الأشياء المادية، لكنها كانت المرة الخامسة على التوالي، والثانية خلال أسبوع واحد، التي تشهد محافظة دمياط، خلالها وقائع تحطيم وسرقة وتخريب لعدة مدارس في المحافظة، فقد تعرضت مدرسة شطا الفنية المتقدمة إلى سرقة محتويات معمل الحاسب الآلي وتدمير قاعدة البيانات الخاصة بالمدرسة، وأسماء الطلاب والمعلمين، والكشوف الخاصة بإدارة المدرسة، فضلا عن تخريب قسم الهندسة البحرية والمعدات دون أن يتعرض للسرقة، حيث تم تقطيع أسلاك الكهرباء وتعطيل وحدة الكهرباء، وإحداث تلفيات في أجهزة القسم الدقيقة.

وتمت أيضا سرقة وتحطيم محتويات معمل الحاسب الآلي، وسرقة أقراص الذاكرة في الأجهزة "الهاردات"، والاعتداء على عدة أقسام، حتى أن مديرية التربية والتعليم أرسلت لجنة فنية للمدرسة لمعاينة وحصر السرقات والتلفيات بالمعمل، وذلك لسرعة إصلاح الأجهزة حتى يتمكن الطلاب من أداء امتحانات نهاية العام، بعد أن تم تحرير المحضر رقم 4997 لسنة 2014.

قبل ذلك بأقل من شهر، تعرضت نفس المدرسة إلى عملية تشويه للجدران، حيث رسم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الرسوم التحريضية على القوات المسلحة والجيش، فضلا عن العبارات المسيئة، وتهديدات بالمزيد من العُنف بعد أن رفضت إدارة المدرسة تجمهر عدد من الطلاب المنتمين للجماعة أمامها لتنظيم مظاهرة، وقامت بتهديدهم بالفصل، حال تكرار الواقعة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث شهدت المدرسة بعدها بيومين فقط واقعة تحطيم عدد من أبواب الفصول والمعمل، وكتابة شعارات مسيئة للجيش داخل المدرسة، وهو ما جعل العديد من المعلمين ومسئولي مديرية التربية والتعليم يشيرون بأصابع الاتهام إلى العناصر الإخوانية داخل المدرسة، لاسيما وأن المدرسة تقع في منطقة شطا، وهي من معاقل جماعة الإخوان الإرهابية في المحافظة، ويوجد بها عدد من قيادات الجماعة وتعتبر المخبأ الآمن لهم، بسبب وجود العديد من المزارع السمكية والأراضي بها بعيدا عن السكان.

المثير للدهشة، أن نفس عملية سرقة وتحطيم المدرسة التي شهدتها هذا الأسبوع، تمت بنفس الطريقة الممنهجة خلال المرات السابقة.

ولم يتوقف الأمر عند حد التحطيم، فقد شهدت إحدى المدارس الابتدائية في مركز كفر سعد، تسلل عدد من الطلاب عقب انتهاء اليوم الدراسي وتعليق شعار رابعة العدوية أعلى مكتب مدير المدرسة، بعد أن كسروا أقفال المدرسة، وحطموا مكتب المدير، وفروا هاربين، قبل أن يرشد عنهم أحد الأهالي المجاورين للمدرسة ويتبين أن هؤلاء الطلاب من عائلات تنتمي للجماعة الإرهابية.

في نفس الوقت، تمارس الجماعة أكبر عملية لاستغلال الأطفال بشكل يومي، حيث يخرج طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية في مظاهرات في عدد من قرى المحافظة منها مدارس الخياطة والبصارطة ودمياط الجديدة، وهو ما دعا عددا من النشطاء إلى أن يدشنوا حملة في دمياط لمطالبة جماعة الإخوان بعدم الزج بالأطفال تحت عنوان "أطفالنا خط أحمر"، خوفًا على ما وصفه النشطاء بتلويث عقول الأطفال بالأفكار الإخوانية المتشددة.

وأكد المهندس محمد التابعي أحد أهالي المحافظة ورئيس مجلس إدارة جمعية "علشانك يا مصر"، أن جماعة الإخوان تعمل على تحريض الأطفال، وتخريب المدارس من أجل تعطيل العملية التعليمية، مما يعود بالضرر على المجتمع ككل، مشيرًا إلى الهتافات التي يرددها متظاهرو الجماعة والتي تحمل طابعا انتقاميا.

وأشار إلى أن تحطيم مدرسة شطا لم يكن الأول من نوعه، فسبق لطلاب الجماعة الإرهابية إحداث شغب في كلية التربية بدمياط، وتحطيم الأثاث الخشبي، فضلا عن رفع علامة رابعة العدوية أعلى مبنى كلية الدراسات الإسلامية في تحد سافر للعملية التعليمية، وتابع: "الشباب مغيب والجماعة تعمل على استغلالهم".

واتهم أحمد العشماوي، منسق اتحاد القوى السياسية بدمياط، اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط، بالتقصير في حماية مدارس دمياط من الإهمال والتخريب، مشيرًا إلى عدم وجود حراسة ليلية في الوقت الذي يخشى فيه الأهالي على أولادهم من مظاهرات طلاب الإخوان المستمرة.

وأكد العشماوي، أن عناصر الجماعة الإرهابية استغلت التقصير الأمني، في أن تضرب ضربتها، وتعمل على تخريب عدة أقسام في مدارس مختلفة، مشيرًا إلى أن السرقة لم تحدث لأشياء عالية السر، بل تمت سرقة قواعد البيانات، وهو أمر خطير يجب التحقيق فيه ومحاسبة المسئولين.

فيما كشف مصدر بإدارة دمياط التعليمية، أن محمد الشركسي، مدير الإدارة، أصدر قرارًا شدد فيه على مديري المدارس بمنع خروج أي عامل أو معلم، خارج المدرسة أثناء أوقات العمل، إلا بخط معتمد من مدير المدرسة أو من ينوب عنه على أن يختم بخاتم المدرسة، كما شدد على ضرورة وجود أفراد الأمن أمام بوابات المدرسة.

كما طالب المجلس الوطني للتعليم بمحافظة دمياط، الدكتور سمير حسن وكيل وزارة التربية والتعليم، بالتحقيق في واقعة تعرض عدة مدارس للسرقة، كان آخرها ما تعرضت له مدرسة شطا الفنية، اليوم، من واقعة سرقة لأجهزة الحاسب الآلي الموجودة، وتحطيم عدة محتويات للمدرسة، مما أثار فزع الطلاب.

من جانبه، قال الدكتور سمير حسن وكيل وزارة التربية والتعليم، بمحافظة دمياط: إن التحقيقات جارية لمعرفة المتسبب في سرقة وتحطيم المدرسة. مشيرًا إلى أن المديرية طالبت أجهزة الأمن بتكثيف التواجد الأمني أمام المدارس خاصة أن المدرسة سبق تعرضها لوقائع تخريب من قبل، وتحفظ على توجيه الاتهام لأي طرف قبل انتهاء التحقيقات.
الجريدة الرسمية