المطاعم وغياب الضمير
لا أتخيل أن هناك ضميرا يرضى أن يبيع الطعام الفاسد للمجتمع وغاب عنهم الخوف من الله تعالى الذي يبصر ولا ينام للأمانة التي وضعها بين الناس والتي توارت بعد أن طغت الأنانية والفوضى بين المجتمع دن رقيب.
عندما أسمع الأخبار هذه الأيام ينتابنى صدمة لا يمكن التعبير عنها إذ أن تعبير الفوضى لم يقتصر على جرى مجموعه كبيرة من الناس في الشوارع في كل الاتجاهات بدون حاكم لتصرفاتهم وكانت هذه صورة الفوضى في مخيلتى والتي لم تقتصر على هذا وإنما وصلت الفوضى إلى بناء العقارات والتي تنهار لعدم مطابقة المواصفات وتعلية الأدوار المخالفة وفي إطعام الناس لحوم الحمير النافقة.
وما بين هذا وذاك هناك من الفوضى الكثير التي نالت من الحياة في مصر والتي أصبحت طاردة للكفاءات والذين ضاقت بهم الحياة وأصبحوا يشعرون أن تروس الحياة المحيطة تدور عكس دوران تروسهم فإما أن يسيروا في نفس الاتجاه وإما أن يسيروا عكس التيار وهو ما يدفع الكثير من الناس إلى الغربة والابتعاد عن الناس كأفضل حل يمكنهم من العيش وسط الاختلالات الهيكلية المحيطة بهم.
إننى مصدوم كيف أتخيل – مع كل الاحتياطات التي أقوم بها من انتقاء الطعام والحرص على جودته وصلاحيته والوسوسة التي تناب أولادى من جراء التحذيرات والنهى عن تناول المجهول من الطعام – إننى تناولت لحم حمار نافقا أو لحما فاسدا تملؤه الديدان. إنه شعور لا يمكن توقع مداه إلا من قام بتجربته.
إننا أمام أزمة ضمير وأزمة خوف من الله وأزمة أخلاق وقيم لا يمكن أن نتوقع يوما أن نراها هكذا. مهما كتبنا من مقالات إلا أن النتيجة محدودة فمن غابت ضمائرهم لا يقرأون وإنما تتداول الكتابات بين من يهمهم القراءة ولهذا لا يمكن للكلمات أن تصل إلى معدومى الضمير وإنما الذي يصل إليهم هو القانون الرادع والخوف الذي لا يعرفون سواه.
أحيانا أفكر.. كيف يصل الفرد منا إلى التفريق بين اللحوم السليمة واللحوم الفاسدة مع ما يوضع عليها من البهارات تمنع التذوق من الأساس ؟ سؤال نطرحه للخبراء حتى لا تتكرر أزمة المطعم الفاسد مرة أخرى.