الشغب والجامعات
تحولت الجامعات إلى ساحات لأعمال الشغب المختلفة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بتظاهرات ترفع علامة رابعة تارة وعلم القاعدة تارة أخرى لتتحول التظاهرات التي تبدأ في الغالب سلمية إلى تخريبية تستهدف الأمن والمنشآت الحيوية كما تتحول إلى مواجهات بين الطلبة بعضهم البعض وتسفر عن قتلى وجرحى لا يمكن حصر أعدادهم.
الجامعات مكان للدراسة وتلقى العلم الذي تهدور في مصر ولا نريد أن يتدهور أكثر من ذلك، وللأسف تحولت الحرية أو الديمقراطية التي فهمها البعض بالخطأ إلى معول هدم لكل مقدرات المصريين.
لن تتحول أماكن تلقى العلم إلى ساحة مواجهات سياسية تهدر فيها الدماء وترفع فيها أعلام لانتماءات خارجية متطرفة تستهدف أمن وأمان المواطنين.
الوقت يمر سريعا فهل شعر أحد أنه مر سنوات على ثورة 25 يناير، فالأيام تتوالى دون أن نحس بها والمعاناة التي حولت البسمة على شفاه المواطنين إلى عبوس أثرت على كل أشكال الحياة.. أصبح المواطن لا يأمن على حياته أو أسرته وحتى سيارته أصبح يحمد الله أنه عاد بها إلى بيته سالما.
لا شك أن الظروف التي نشهدها هي ظروف خاصة تهدد أمن واستقرار الوطن ولا نستطيع أن تتحمل مصر ما يحدث من عدم استقرار يؤدى بها إلى طريق الهلاك.. فالاستثمارات تهرب إلى الدول التي تجذب استثماراتنا يوما بعد يوم والخاسر الوحيد هو الشعب المصرى الذي يفقد يوما بعد يوم مصدرا من مصادر رزقه دون أن يدرى.
فحادث واحد من حوادث النقل أو الإرهاب الذي استهدف السياحة كفيل أن يغلق ملايين البيوت المصرية التي تكاد أن تعيش على حد الكفاف ودون أن نجد لهم بديلا يمكن أن يسد جوعهم ويحفظ لهم حياتهم.
لدينا أعداء يتربصون بمصر على كافة الدرجات وبمختلف التهديدات حتى شريان الحياة الذي يسقى مصر والذي لم نكن نتوقع أن يكون مصدر استهداف يقضى على النماء ويبور أراضي كانت تعانى أصلا من نقص المياه أصبح مهددًا.
إننا أمام خيارين أن نفوق ونعى ما يحدث ونتكاتف من أجل عبور جسر النجاة أو نقع في طريق الصراع والجدل الذي لا يغنى ولا يسمن من جوع.