رئيس التحرير
عصام كامل

تجسيد الأنبياء‏


يدور الجدل يوما بعد يوم ما بين مؤيد معارض لتجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية.. وقد رفض الأزهر الشريف مسألة تجسيد الأنبياء لأن كلا من المعارضين والمؤيدين سينتجون أعمالا فنية تجسد الأنبياء كل حسب وجهة نظره وبالتالي سينال من قدسية المرسلين ويصبح الجدل أمرا قائما وهو ما سيولد الضغائن والفتن بين العقائد المختلفة.


وعلي الطرف الآخر هناك أعمال فنيه يتم إنتاجها وتدر أرباحا طائلة مما يثبت أن هناك اهتماما من الناس بسيرة الرموز الدينية ورغبتهم في التعرف عليهم والتمثل بصفاتهم.

المزايا في تجسيد شخصية نبى مع الالتزام بأعماله وبنظرة سليمة من المؤسسة الدينية للعقيدة ستكون أعمالا ناجحة إذا ما تمت وفق ضوابط واضحة تدعو إلى القيم والأخلاق مما يجعل الناس تتغير إلى الأفضل وتبرز الرسالات السماوية كمنارة للتسامح وهذا ما أراد الله تعالي بهدايته الناس برسالاته الثلاث والتي لابد أن تترك الأثر الملموس.

من منا لا يتذكر مسلسل "يوسف الصديق" الذي تابعه الناس بشغف وحب لعمل فنى أنتج خارج إشراف المؤسسات الدينية إلا أنه اخترق فضاءنا واطلع عليه الناس إذا النتيجة هي أن قبول أو رفض إنتاج هذه الأعمال لن يؤثر على وجودها في الواقع من عدمه وعليه فالمنطق أن نبدأ في التعامل بمرونة مع المستجدات العالمية حتى لا يحكم علينا بالتجمد وسط التغيرات المتلاحقة حولنا.

يقولون إنه ستكون هناك مغالطات تاريخية.. وهل ما ينتجه الآخرون الآن ليس فيه مغالطات تاريخية ؟

يقولون إن تفضيل الله للأنبياء على سائر العباد يمنع أن يتم تمثيلهم في أعمال فنية.. وهل يضير تمثيل الرموز الدينيه أن يتم تعريف الناس بأخلاقهم الحميدة حتى نرى سيرتهم بداخلنا وفيما بيننا وترجع الناس إلى القيم الصالحة وسط ما وصلنا إليه من انحدار تقريبا في كل شيء.

أدعو المؤسسات الدينية أن تستجيب لإنتاج هذه الأعمال وتشرف عليها وتصدر لها التصاريح ويتم الإنتاج تحت عينيها بدلا من إنتاج الآخرين بعيدا عنها وبطريقة مغلوطة لأنه في كل الأحوال سواء قبلوا أو رفضوا سيتم الإنتاج والتداول.. ولهذا أرجو منهم إعادة الدراسة والتفكير مرة أخرى برؤية جديدة ومرونة أكبر، مما سيكون بذرة صالحة للخير والتسامح في مجتمعاتنا.
الجريدة الرسمية