رئيس التحرير
عصام كامل

"صباع كفتة" في عيني باسم وحجي


حاول الرئيس الأمريكي روزفلت كسر عين الزعيم جمال عبد الناصر عام 1956، برشوة قدرها ستة ملايين جنيه مصري، لإثنائه عن دعم ثوار الجزائر، ففقأ الأخير عين الأول بإصبع حجري فرعوني طوله 187 مترا، متجسدا في برج القاهرة.


وبعد 30 يونيو 2013، قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إناخة مصر، فرد عليه جيشها بإصبع "تخيلي" لا يزيد طوله على سبعة سنتيمترات، سمّاه اللواء إبراهيم عبد العاطي "صباع كفتة"، سيقلب به موازين مافيا الأدوية البشرية في العالم، وليصيب أيضا عيني باسم يوسف وعصام حجي.

الزعيم عبد الناصر كان قد فكر في بناء برج القاهرة عام 1955، فجاءته رشوة روزفلت على طبق من فضة، حيث سلمها كبير رجال الـ CIA إلى حسن التهامي مستشار ناصر لشئون أمريكا آنذاك، لتضخ في جسد البرج الذي جسد ما يعرف بأطول "لا" في التاريخ، في وجه الاستعمار الغربي والكيان الصهيوني.

وجاء "إصبع الكفتة" الحارق، حديث الساعة، ليفجر حقد المعسكر الغربي مرة أخرى، حيث يصيب نصف الاقتصاد الأمريكي في مقتل، بعد احتكار البحث العلمي في مجال الأدوية البشرية منذ أكثر من قرن.

حاول العالم المصري المتواضع تبسيط اكتشافه المذهل، فقال: نأخذ "فيروس سي" من المريض، ونعيده له في شكل "صباع كفتة".

تحفزت الأنياب الكارهة للوطن والمواطنة لقضم الإصبع الذهبي، لأنها لم تعترف بقوة الإصبع الواحد في فقء عين الحقد، فاخترعت شعار "رابعة" خدمة وتأييدا لمربع الشر العالمي (أمريكا، تركيا، إسرائيل، وقطر).

ولمن لم يفهم في الكيمياء العضوية، فإن الرجل لم يسهب في شرح نظرية "كفتة الاكتشاف"، إذ عمد إخفاء كيفية تكسير روابط الجزيء البروتيني الذي يغلّف فيروسي الكبد والإيدز، لتتحرر بذلك كميات هائلة من البروتينات في صورة جزيئات نشطة، يستفيد منها الجسم، بعد أن سلبها الفيروس اللعين منها.

المفارقة التي جمعت بين الإصبعين، أن الأول واكب نضال عبد الناصر ضد محاولات الولايات المتحدة فرض سياستها الاستعمارية على مصر والشرق الأوسط بعد ثورة يوليو 1952، حيث أعلن عن عقد صفقة أسلحة تشيكية لمصر، ما حدا بأمريكا التراجع عن دعم بناء مشروع السد العالي، فيما خرج الإصبع الثاني في أعقاب إدارة السيسي ظهره للأمريكان أيضا، والتوجه صوب القطب العالمي الآخر روسيا، معلنا أيضا عن توقيع صفقة أسلحة روسية لمصر.

رفض عبد الناصر استثمار رشوة روزفلت في حاجات شعبه من البنية التحتية، في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر، ورفض السيسي تركيع بلاده رغم كبوة اقتصادية تسببت فيها ثورات الربيع العربي.

ووفقا للواء الدكتور عادل شاهين في كتاب له عن برج القاهرة، إن إقدام عبد الناصر على بناء برج القاهرة، يمثل تجسيدا حيا لحب مصر، ودرس لكل من تسول له نفسه أن يفكر يوما في شراء ذمم أبنائها، أو يكسر إرادتها، أو يحاول استئناسها، لتحيد عن دورها القومي في محيط أمتها العربية ودورها الإفريقي والإقليمي والدولي.

يبقى أن نؤكد على أن الاكتشاف العلمي المذهل للقوات المسلحة في مجال علاج فيروسي الكبد والإيدز، ما هو إلا غيض من فيض، لكن أصول البحث العلمي تقتضي الكتمان في عالم يتسم بكره كل ما هو عربي، ويجند قواه الشريرة وأمواله القذرة لتقويض المشروع العربي لصالح إسرائيل.

والقول الفصل، لن ينجح الجهاز المصري فقط في تقليص أعداد مرضى الكبد الوبائي في مصر، بل سيحقن أيضا المليارات التي ينزفها وريد الاقتصاد المصري سنويا على أدوية الفيروس، والأدوية المساعدة للأكباد المريضة.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية