رئيس التحرير
عصام كامل

مدير عام DW: "باسم يوسف " مثال للجرأة والشجاعة

 باسم يوسف
باسم يوسف

يعتبر باسم يوسف أحد أشهر الإعلاميين الساخرين العرب، إذ يتابع برنامجه "البرنامج" والذي تبثه DW أيضًا الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.

مدير عام DW تابع مع وفد المؤسسة الحلقة الجديدة من البرنامج في الاستوديو تبدأ الحلقة الرابعة من البرنامج الساخر "البرنامج" وكما الحلقات السابقة، بتصفيق حار وطويل من الجمهور. ينادي خالد منصور، أحد مذيعي ومعدي البرنامج، في الميكروفون مخاطبًا الجمهور "هل أنتم جاهزون لباسم يوسف؟" ما يلهب حماس الجمهور أكثر، ويدخل باسم يوسف الصالة مهرولًا.

ومن بين ضيوف الشرف في هذه الحلقة: بيتر ليمبورغ، مدير عام مؤسسة دويتشه فيله DW وغيدو باومهاور، مدير التخطيط الإستراتيجي والتسويق في المؤسسة وناصر شروف مدير التوزيع والتعاون أفريقيا والشرق الأوسط في المؤسسة، هذا بالإضافة إلى العديد من الضيوف الأجانب الآخرين الذين لا يتحدثون العربية، لكنهم يضحكون لتعليقات باسم يوسف الساخرة، إذ لا يحتاج المرء إلى إتقان العربية لفهمها، فغالبا ما يستخدم باسم الموسيقى والصور ولغة الجسد من إيماءات وحركات للتواصل مع جمهوره.

ويتمتع باسم يوسف بشهرة كبيرة ليس في مصر فقط، وإنما خارج بلاد النيل أيضًا، إذ تجاوز عدد متابعيه على موقع يوتيوب المليونين وليصبح بذلك الأكثر متابعة في الشرق الأوسط.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من دعوى قضائية مرفوعة ضده، من بينها دعوى تتهمه بإهانة السلطة، لكن ذلك لا يردع باسم لمتابعة برنامجه وسخريته، ويعلق على ذلك مدير DW، بيتر ليمبورغ، بأنه يرى باسم يوسف "شجاعًا جدًا". ويتابع ليمبورغ بالقول: "الحضور إلى هنا ومتابعة البرنامج بشكل حي ومباشر، يؤكد صحة قرارنا ببث البرنامج على قناتنا. 

مكسب لشباب ثورة 25 يناير

البرنامج" يثير ردود فعل متباينة بين مشاهدي DW ومتابعي موقعها على الفيس بوك، وهو ما يشير إلى حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، التي تدعمها DW منذ تأسيسها قبل 60 عامًا.

يتجاوز عدد الفريق العامل مع باسم يوسف في "البرنامج" الخمسين شخصًا، كلهم من الشباب المتحمسين للبرنامج وللعمل معه، ويرى هؤلاء الشباب في "البرنامج" إنجازًا ومكسبًا حققوه بعد ثورة 25 يناير عام 2011، التي أسقطت نظام مبارك الذي حكم مصر ثلاثين عاما. بالنسبة للمتابع من الخارج، يصعب عليه أن يعرف واجبهم وما يقوم به كل واحد من هؤلاء الشباب في فريق باسم يوسف.

ولكن كل شيء يتم بسلاسة ودون أي مشاكل، حسب رأي غيدو باومهاور، مدير التخطيط الإستراتيجي والتسويق لدى DW، الذي يحضر لأول مرة تسجيل البرنامج في الاستوديو ويعلق على ذلك "حين أرى هؤلاء الشباب المتحمسين، حينها أعرف أنه لا يمكن لأي شيء أن يفشل.

أصبح "البرنامج" بالنسبة للعاملين مع باسم يوسف واحة يعبرون فيها بحرية عن رأيهم حول الأحداث التي تشهدها بلادهم. إذ إن حرية الرأي ليست أمرًا بديهيًا في مصر، حيث يُلاحق الصحافيون مثلما حصل مع مراسلي الجزيرة المعتقلين منذ أسابيع على ذمة التحقيق.

انتقاد الجيش، أمر غير مرغوب فيه وهو ما يعرفه باسم يوسف، لكنه رغم ذلك يتناول في "البرنامج" مؤتمرًا صحفيًا لأحد كبار ضباط الجيش يقول فيه: إن مركز الأبحاث العسكري اخترع جهازًا يكشف عن الإصابة بالإيدز وبالتهاب الكبد سي ويشفي منهما، ويعرض الضابط جهازًا بهوائي ومقبض يشبه المسدس.

باسم يوسف، الذي كان طبيبًا مختصًا بالجراحة القلبية، يعرض على الجمهور جهازًا مشابهًا ويصرخ "إنه يعمل!" فيضحك الجمهور. ثم يعرض مقطعًا من المؤتمر الصحفي يقول فيه الضابط "ابتداء من 30 يونيو 2014 سنقوم باستعمال هذا الجهاز في المشافي العسكرية، وسيشفى الكثير من المرضى"، فيضحك الجمهور ثانية في حين ينظر باسم يوسف بمنتهى الجدية إلى الكاميرًا قائلًا: "هذا وعد!"

ويضيف بالقول: "إنكم تعطون الأمل لملايين الناس بالشفاء" ويتابع بلهجة جادة "أنا طبيب ولا أريد القول: إن جهازكم لن يعمل. لكن سآخذ بكلامكم وأذكركم بوعدكم كل أسبوع في البرنامج. وأتمنى أن يعمل الجهاز فعلًا".

المواجهة مع الجيش وبشكل مباشر، كما يفعل باسم يوسف، أمر نادر ما يجرؤ عليه أحد في مصر، حتى لو تعلق الأمر بالسؤال عن خلفيات التصريحات التي تبدو غير معقولة، فهذا يتطلب في مصر شجاعة كبيرة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية