رئيس التحرير
عصام كامل

أين الضمير؟


ماذا حدث للشعب المصرى بعد سنوات عجاف من فقر التعليم والأخلاق.. ماذا حدث للضمير الذي غاب عنا وسط الزحام.. أين نحن من الشعوب الأخرى التي راعت ضمائرها ونراها الآن على قمم الصدق والاحترام والأمانة.


كلنا نلاحظ أن سمعة المصرى تدهورت في الخارج والأكثر من ذلك على أرض الواقع داخل مصر حين نرى الصورة العامة الحقيقية لغياب الضمير عن الناس في المصالح وفي الأعمال وأصبحت الفهلوة هي القدره على "استغفال " الآخرين حين لا يقدرون على استكشاف الحقائق والوجوه الخفية غير الحميدة تجاه النفس والغير.

القيام بالأعمال أمانة سيحاسب عليها الإنسان أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. قلب يعرف أن لله عليه حقا وهو مراعاة الله في عباده وإتقان العمل لوجهه الكريم بغض النظر عن الدخل قل أو كثر فالعبرة هي إتقان العمل بما في وسع الإنسان من قدرة والرغبة التي يحركها الأمل في لقاء الله يوم القيامة ونحن راضين عن نتائج أعمالنا.

ما نراه اليوم هو غياب للضمير لدى الأغلبية وعدم مراعاة الأخلاق لا في التعاملات اليوميه ولا في العمل وهو ما لا يعكس حضارة مصر التي كان ينظر إليها منذ قديم الأزل أنها صاحبة الحضارة والقيم وهو ما يشهد عليه التاريخ في حق هذا الشعب.

ما كنا نتوقع أن يصل بنا الحال هكذا حين نتوقع السوء فيمن ترى قبل أن تتوقع فيه الحسنى.. ومن يتوقع الحسنى يقال عليه أنه قليل الخبرة وللأسف لا يمكن له أن يعيش في هذا الزمان.. وإنما كلما كان الإنسان حريصا وكما يقولون "مفتح عينيه" لا يستطيع أحد النيل منه إذ لابد من إظهار أنيابه ومخالبه كل يوم للآخرين حتى لا يستطيع أحد أن يتقدم داخل حصونه.

أي أن التهديد بالقوة هي التي تحكم التعاملات وإظهارها هو أساس كل علاقة وإلا كان الإنسان ضحية ولا يلومن الفرد إلا نفسه لأنه هو المسئول عن حسن نيته التي ستؤدى إلى التهام الآخرين له وهذه النية لا تتفق للأسف مع الواقع الحالى.

كم أتمنى أن تعود القيم مرة أخرى والضمائر إلى الناس ويكون هذا الجيل قادرا على استرجاع ما يرجع احترامه في أعين المصريين قبل الغير.

ليتنا نرى تغييرا حقيقيا بين الناس في مراعاة الله في الناس وإتقان العمل ونرى الضمير الذي غاب يعود إلى عالمنا مرة أخرى.
الجريدة الرسمية