رئيس التحرير
عصام كامل

الغد.. هو أكثر ما يشغل بال المواطن


الغد.. هو أكثر ما يشغل بال المواطن المصري فحين تسأله عما يقلقه سيقول لك إنه يخاف من الغد.. فحين لا تتيح له الظروف تحقيق الآمال والأحلام ولا توفى الدولة تجاه أبنائها بما يضمن لهم تحقيق آمال الحاضر والمستقبل يصبح على عاتق الفرد مهام أخرى مطلوب توفيرها حتى يضمن بقاء مستوى المعيشة وعدم تدهورها مع كبر السن وضعف الحال.


أتذكر عندما أوفدت قناة CNN أحد المذيعين لتصوير برنامج في الصين ليعكس تصورات المواطنين وتوقعاتهم تجاه مستقبل الصين.. كان أول لقاء في البرنامج مع سيدة مسنة تبلغ من العمر 85 عاما وعندما سألها عن تصوراتها للغد وبما يعكس ما في عيون المجتمع بادرت وقالت في بسمة ثقة لا تهتز " بكرة أجمل من النهارده وهذا ليس وهما وإنما حقيقة أؤمن بها ".

ابتسم المذيع وقال كنت سأجرى لقاءات عدة مع كثير من المواطنين ولكن لقاء هذه السيدة يكفينا واختتم اللقاء ببسمة السيدة المسنة الواثقة الرائعة.

يعكس هذا اللقاء حقيقة وليس خيالا.. يعكس أملا في غد مشرق حينما تري هذه السيدة المسنة الأمل جليا لها مع كبر سنها فهى تؤمن بمستقبل يراه الناس وتراه الدولة بخطة موضوعة.. لها مقومات ولها أهداف وينتظر منها نتائج.. وهذا سر الأمل في أعين الجميع فهى لا تتوقع وساطة ولا محسوبية في الحصول على حقوقها ومستعدة للالتزام بما عليها من واجبات.

هنا نجد إدراكا بقيمة الدولة وإدراكا بقيمة المواطنين وتناغم كل منهم في عزف سيمفونية التقدم والرخاء والذي نتمنى أن نرى مثله في بلادنا مما يزرع الأمل للجميع ويمنع هجرة المواطنين المتزايدة للخارج وانتظار الأفضل دائما.

نريد بلادنا عظيمة.. أبناؤها قادرون على تخطى الأزمات ولديهم العزيمة لتحقيق التطوير والرخاء.. نريد تأمينا اجتماعيا يضمن عدم تدهور دخل الموظف بعد المعاش نريد تأمينا صحيا يضمن علاجا حقيقيا للأمراض وصيانة للصحة بدلا من تأمين ليس له قيمة ودواء لا يشفى وأطباء لا يستطيعون تقديم دواء إلا في حدود الإمكانيات.

نريد مصر عامرة بالخير نزرع فيها الأمل ونحصد فيها العمل.
الجريدة الرسمية