رئيس التحرير
عصام كامل

جهاد ترفيهي في حب مصر


يحزنني جدا الطرح الإعلامي الركيك لمقترحات حلول الأزمات التي تمر بها مصر، خاصة الأحداث الإجرامية التي تشنها عناصر كارهة للوطن والمواطنة، منذ ثورة 30 يونيو.


الجهاد في سبيل الله لم يعد الخروج في جماعات جهادية تبشر بالدين، كما كان في عصر صدر الإسلام، بل أصبح للجهاد صور كثيرة، منها: التعليم، الزراعة، العمل في كل مجالاته الشريفة، وربما تأتي صورة مهمة جدا في الوقت الراهن، ألا وهي "الترفيه".

وفي رأيي، أن شعب مصر الذي يقترب حاليا من 90 مليون نسمة، قادر بإذن الله وبفضله، على حل مشاكل مصر المتعددة، واحدة تلو الأخرى، إذا لجأ للفكر التعاوني الذي بدأه ابن حزم الأندلسي في أبسط صوره، وهو التعاون الجماعي من خلال المشاركة في محاصرة مشكلة، أو سداد حاجة.

والحاجة الملحة اليوم، تتمثل في إنعاش قطاع السياحة الداخلية في مصر، ولا يجب أن تقف الحلول عند تسول السياح الأجانب، ومحاولة إثبات أن مصر بخير، وقد نضطر إلى "القسم على النعمة" أو تقديم ضمانات لأشياء غيبية، قد تحدث في أعلى دول العالم أمانا واستقرارا.

إن نسبة 5% فقط من أبناء الشعب المصري، تمثل نحو 4.5 ملايين نسمة، وهي نسبة من الشعب، قادرة على السفر والسياحة الخارجية إلى أغنى دول العالم، ويستطيع الفرد من هذه العينة إنفاق أكثر من خمسة آلاف دولار سنويا على السياحة الخارجية.

فلو أن هذه النسبة من أبناء الشعب المصري خرجت في جماعات وطرقت أبواب شركات السياحة، لاستجابت الأخيرة لبرامج تتسم بالرحمة، في لحظة شهامة وطنية تنعش قطاع السياحة الذي يعمل به ويعيش عليه أكثر من عشرة ملايين شخص على أقل تقدير.

إن أبناء الطبقة التي تمثل الـ 5% قادرون على إنفاق أكثر من ثلاثة آلاف جنيه للفرد في رحلة داخلية، إلى مدن مصر الساحلية والشاطئية، مثل: الغردقة، شرم الشيخ، نويبع، رأس سدر، طابا، ومرسي علم، وما أحوجنا إليها في الأيام الباقية من إجازة نصف العام الدراسي التي شاء القدر أن تمتد هذا العام بفعل الإرهاب البشري والميكروبيولوجي المتمثل في إنفلونزا الخنازير.

أعتقد أن 4.5 ملايين مواطن مصري يقدرون على ضخ أكثر من 11 مليار جنيه في عصب سياحتنا، ابتداء من شركات السياحة، إلى شركات النقل السياحي، إضافة إلى الفنادق والمطاعم وجميع الأماكن والمرافق السياحية المصرية.

مطلوب من وزارة السياحة النظر إلى الداخل، والتقليب في كتاب الإمكانات المصرية، وشن حملات إعلانية متواضعة وجاذبة في جميع القنوات الفضائية والصحف الأكثر انتشارا، مع تقديم تخفيضات حقيقية على الرحلات الداخلية لمصر للطيران، والفنادق، وسلاسل مطاعم الشركات الكبرى، التي استفاد أصحابها كثيرا أيام العز المصري.

أتمنى لو تتبنى القنوات بإعلامييها هذا الاقتراح، حيث يستطيع الفرد العادي من أبناء هذه الفئة فقط، إنفاق 2500 جنيه في المتوسط في رحلة برية تستغرق ثلاثة أيام بأربع ليال لمدننا السياحية على البحر الأحمر حاليا، وما أحلى السياحة الشتوية في مصر.

صعدت هذه الفكرة لسطح أفكاري بعد اتصال من أحد أقاربي يخبرني فيه بأن الطريق المؤدي إلى شرم الشيخ يعكس معالم ساحرة طبيعية، ابتداء من أول أرض الفيروز "سيناء" حيث بدأت الرحلة من كورنيش عروس النيل "المنصورة"، لتنطلق عبر الطريق الدولي الساحلي، لتمر بدمياط، ثم بور سعيد، فالإسماعيلية، فالسويس، حيث نفق الشهيد أحمد حمدي الذي أسلمهم إلى البر الشرقي لمصر.

أكد قريبي (الطالب بكلية الهندسة) أن مصر تستحق أكثر من ذلك، فلبوا النداء.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية