رئيس التحرير
عصام كامل

لا تفنى حياتك في عمل لا يجدى‏


هذه الأيام يكثر الكلام عن العمل وندرته في ظل ما تعانيه مصر من إغلاق الشركات الناتج عن الاعتصامات من جهة أو الناتج عن الأزمات الاقتصادية من جهة أخرى أو من خوف المستثمرين من مستقبل مصر بعد ما واجهته مصر من تحديات كثيرة.


وهناك اعتقاد سائد أن من يعمل في وظيفة لا يتركها ولينتظر لأنه إن تركها لن يجد ما يفتح بيته وبالتأكيد وراءه أسرة ومعيشة ومصروفات متزايدة.. وقد يكون هناك زواج أحد الأبناء وهو ما يشكل الأحمال الزائدة عن الحد ولكن يقابلها الموظف بالصبر رغبة في عدم ترك العمل والمحافظة على مصدر الدخل مهما كانت الهموم والأحمال.

بيد أن هناك نقطة تحول يغفلها الموظف ويتغاضى عنها وهي النقطة التي عندها يتوقف عطاء الموظف لصاحب العمل ويتوقف تقدير صاحب العمل للموظف، والتي بموجبها يتم الضغط على المرفوضين إداريا حتى ينهاروا ويتركوا مؤسساتهم طوعا أو كرها وهنا يبدأ الصبر في التزايد يوما بعد يوم رغبة في إطالة فترة الاستفادة من الدخل وتأجيل قرار الاستقالة ولو كلف ذلك الموظف من صحته وصبره وتحمله الكثير إلا أن نظرة الجوع في أعين أطفاله أكبر بكثير مما يتحمله ولو كان على حساب صحته وقدرته على مواصلة الحياة.

ولكن القرار الأفضل بالطبع هو ترك العمل والاتجاه إلى عمل آخر وليس التشبث بعمل أصبح غير جدير به ولم يعد له تقدير فيه وعليه أن يبحث عن عمل يتميز فيه حتى ولو كان عملا يدويا المهم أن يكون الفرد ماهرا فيه وهو ما سيجعله يؤديه بكل حب حتى ولو لم يكن يرى أن العائد المادى كبير.. إلا أن تأديته لذلك العمل وبطريقته تجعله يضع بصمته المختلفة والتي تميزه عن الآخرين وتفتح له سوقا حقيقية لمهارة قد تدر عليه ربحا ما كان سيحققه أبدا من عمل سابق ملىء بالصراعات والتي تقضى على حياة العمل وصاحب العمل على حد سواء.

لذلك لابد من التغيير إلى الأعمال التي يمهر في أدائها العامل حتى يشعر بأنه ترك بصمته عليها وليس البقاء في أعمال تدر مرتبا في ظاهر الأمر يضمن للموظف الحد الأدنى من الكفاف ولكنها في الواقع هي المسكن الذي يبتلعه حتى يغيب عن الوعى ويضيع عمره ويفنى دون أن يستغل ما وهبه الله تعالى من مهارات كان يمكن أن تحقق لنفسه ولأسرته وللمجتمع الكثير.

الجريدة الرسمية