رئيس التحرير
عصام كامل

الانتماء للوطن‏


السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا تقلص انتماء أولادنا للوطن؟ والملاحظ في هذه الأيام أننا نسمع الكثير من الكلمات السلبية منهم.. والتي تعكس تقلص الأمل والانتماء فبدأ الكثير منهم في التفكير إلى الهجرة إلى الخارج وتسمع يوميا منهم عن مزايا العيش في الخارج.


عندما تقوم بالمناقشة تجد ردا متعمقا يعكس بحثا واسعا من الاختيارات وشرحا للآمال والطموحات مقارنة مع الواقع والمأمول ومقارنة مستقبلهم بما حققناه نحن في ماضينا حتى الآن ومن كان بعدنا وأصبح الآن قبلنا، فما يتحمله الجيل من إحباطات أكثر مما تحملناه نحن.. ولا تستطيع أن تواجه الموقف بالحجة والمنطق وإلا ستكون الهزيمة من نصيب المجادل.. فعليك أن تبرهن أن هنا مستقبل إن لم يكن أفضل من المستقبل في الخارج سيكون على الأقل يساويه حتى نمنع المفاضلة بيننا وبين الآخرين.

تقلص الانتماء له آثاره وهى النقد المستمر والتركيز على السلبيات المجتمعية واللا مبالاة وتشجيع الاعتراض والتقليل من شأن النفس والغير وقلة العمل وضعف المشاركة والشكوك في كل شيء.. والحذر من كل شيء والشعور بالظلم.

ما الحل؟

الاهتمام بالجيل الحالى وطفل اليوم وزرع مبدأ المواطنة منذ الصغر داخل القلوب قبل العقول والعمل على إدراك ما يدركه الطفل من خوف وقلة أمل وهو ما نكون أنفسنا السبب فيه حيث يعيش الطفل معنا ويسمع كلماتنا التي تعتريها السلبية ويشعر بمشاعرنا من غد غير معروف.. وهو ما يهمه أن يرى طريقا وسط هذه الغيوم.

لابد أيضا من الاهتمام بالأفراد والعناية بالموهوبين منهم فكريا وتطبيق العدالة وأن يؤمنوا أن هذا المجتمع يراعى العدل في تصرفاته تجاههم ووضوح المعايير التي تقاس عليها نتائج الأعمال دون محاباة أو عشم وحل مشكلاتهم المتأصلة منذ عقود طويلة.

إننا أمام تحد كبير، حيث نرى الجيل الذي سيتولى ملفات مصر الشائكة ومشكلاتها في المستقبل بهذه الصورة وللأسف من يريدون الهجرة من أبناء هذا الشعب هم الأفضل علميا وفكريا وعمليا.. إذ لا تقبل الدول الأخرى أن تستضيف لديها إلا من يؤمنون بالعمل ويتفانون فيه وهو ما يمثل الخسارة الكبرى لنا.

الأمل في الصحوة التي يتبناها الشعب في وقت واحد ولمدة طويلة من أجل خلق جيل يؤمن أن مصر أفضل الأوطان وأن الانتماء للبلد هو أعز ما كان وأعظم ما يكون.
الجريدة الرسمية