رئيس التحرير
عصام كامل

حمدين.. "المرشح السابق"


مؤكد أن الزميل حمدين صباحي، عضو نقابة الصحفيين، يعرف جيدا أن كتيبة الشباب التي آمنت به في انتخابات الرئاسة 2012، لم تعد متمسكة به حتى اليوم، ويعرف جيدا أن المؤشر تراخى، مع تغير العوامل التي دفعت به إلى سطح الساحة السياسية.

جاء إعلان حمدين عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، ليؤكد صحة نبوءة كثيرين من المحللين الذين يفهمون في لعبة السياسة، وفي "دماغ" حمدين نفسه.

حمدين يهوى الأضواء، كغيره من شخصيات كثيرة احترقت بفعل الاقترب الشديد، مثل أيمن نور وصيف مبارك 2005.
حمدين منذ حاز لقب "المرشح السابق" في انتخابات 2012، كان يغضب بشدة من أصدقائه الذين يتعاملون معه بلقب "أستاذ"، ليبدأ الغمز واللمز بينهم على الصديق الذي صدق نفسه بأنه "الرئيس"، ليتفقوا في اليوم التالي على مناداته باللقب المحبب "ريس"، حتى ينتشي.

هناك من اتهم حركة "تمرد" التي أعلنت انقسامها، بأنها صناعة "حمدينية"، وأن اتفاقهم مع الرمز حمدين كان ينصب حول دعمه مرشحا للرئاسة في حالة نجاح هدفهم، ولم يكن يخطر في أذهانهم أن السيسي سيكون "الجوكر" بالتفويض الشعبي الكاسح، بما فيه أغلبية "التمرديين".

حمدين قال إنه سيدعم السيسي في انتخابات الرئاسة، إذا ترشح، وقال إنه لن يفعلها إذا أعلن المشير ترشحه، لكن الأخير كان فعلا قد ربط أمر خوضه المعركة برغبة الشعب الذي فوضه بتخليصه من الإرهاب الناتج عن تشتيت "شمل" الإخوان.

ما الذي حدث اليوم ليعلن حمدين ترشحه في مؤتمر كبير حضرته قوى سياسية، تدعي أنها وراء ترشحه، وأنها سوف تدعمه؟
في اعتقادي أن ترشيح حمدين ينطوي على سياسة ماكرة، تضمن له البقاء في دائرة الضوء، حيث كان قد تأكد من أنه لن يحقق أكثر مما حققه في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة 2012، في الوقت الذي سيحصل السيسي إذا ترشح على خمسة أضعاف ما يحصل عليه حمدين.

إذن ما سر ترشح حمدين، واعتزامه نية المنافسة بقوة، لحسم المعركة من الجولة الأولى؟
أعتقد أن حمدين عازم على خوض معركة من نوع خاص، أحد أبطالها سيكون المشير عبد الفتاح السيسي الذي سيدخل الحلبة وفي جعبته 30 مليون شخص على الأقل، ليحتفظ بلقب "المرشح السابق"، وهو لقب سيكون له وزنه هذه المرة، حيث سيتخذ قيمته من ثقل المرشح المنافس.

ليس هذا ما يطمح إليه حمدين فقط، فقد ثقلت فواتير الواجب الذي يناله من أصدقائه منذ أكثر من خمسة أعوام، وأصبح السداد واجبا لا محالة، وفي حدود علمي، فإن أصدقاء حمدين لا يطلبون من صديقهم المتطلع مقابلا لما يفعلونه معه، سوى التعامل مع قضيتهم بصدق.

لا أخشى على حمدين، بقدر ما أخشى على أنصاره، ومنهم: صحفيون تحت التمرين في عدة صحف، كان قد وعدهم بأدوار مهمة في المرحلة المقبلة، حتى تركوا الصحف، وتركوا المهنة بالمرة، وتفرغوا للعمل كمناضلين، على الرغم من علمهم أن النضال ليس مهنة، وأن الأمواج السياسية المتعاقبة، تغير ترتيب الأشخاص والأماكن.

أما عن حمدين نفسه، فسيبلي بلاء حسنا في معركته المقبلة، وربما يستعيد خطابات حملة 2012، وسيقول كلاما أشمل وأنفع وأجدى من كلامه السابق، لكن الأمر سيكون قرع طبول تؤكد وجوده فقط.

في اعتقادي، سيفوز السيسي ـ إذا ترشح ـ فوزا ساحقا، وربما من الجولة الأولى، وسيفرح حمدين وينتشي بمنصب في نظام السيسي، يطمئن به أصحابه بأن جهودهم معه لم تذهب سدا، وأنهم سيرونه في مقعد صدق عند "سيسي" مؤتمن.
barghoty@yahoo.com

الجريدة الرسمية