عزوف الأطباء عن العمل بالاستقبال
الانفلات الأمنى ترك أثرا كبيرا على العمل داخل المستشفيات الحكومية وغير الحكومية، إذ أصبح العمل في غرف الاستقبال من أكثر التهديدات التي تواجه الأطباء والتي تترك أثرا سلبيا على حسن سير العلاج للمرضى، والذي جعل الأطباء يعزفون عن العمل، لأن ما يتعرض له الأطباء لا يمكن تحمله وقد أصبح خطرا على أمنهم وسلامتهم في ظل غياب الأمان.
الحوادث والحالات الطارئة تدخل الاستقبال، وغالبا يدخل مع المصاب أهله، والذين لا يرضيهم أداء الأطباء في أغلب الأحوال نظرا لنقص الإمكانيات من جهة، أو لأنهم يؤمنون أن الحقوق تؤخذ الآن بالقوة، ولا سبيل لانتزاعها من الدولة إلا بالقوة.
وهذه الفلسفة الخاطئة جعلت الاعتداء
اللفظى والبدنى على الأطباء والعاملين هو أسهل الطرق لتنفيذ ما يرغب فيه أهل
المريض، وقد يقوم الطبيب بإرسال المساعد ليشترى من ماله الخاص ما لا يتواجد في
مخازن المستشفيات حتى يمنع ثورة أهالي المصابين.
ومن
أكثر مشكلات شيوعا في المستشفيات هو عدم وجود أكياس الدم، وهو ما يعجل بوفاة
المصاب والبديل اختبار الدم لأقاربه حتى يمكن إسعافه، وهذا قد يأخد وقتا طويلا لا
يستطيع المصاب أن يبقى فيه على قيد الحياة.
في
إحدى الحالات توفى المصاب وخافت إدارة المستشفى أن تبلغ أهالي المتوفى بوفاته خوفا
على حياتهم وقاموا بخلع الرداء الأبيض وقاموا بإخفائه حتى يظهروا على أنهم زوار للمستشفى
إلى أن يجدوا حلا.. وبقى أهل المصاب على علم بأنه حى مع أنه قد توفى من ساعات ولكن
الخوف يمنع الإدارة من إبلاغ أهله خوفا من بطشهم.
إلى
متى تستمر هذه المهزلة التي تهدد الأطباء في أعمالهم، ومن يحمى الطبيب داخل
المستشفى ومن يوفر البيئة الصالحة للقيام بعمله بدلا من الفوضى التي يثيرها أهالي
المصابين بالباطل.
يقولون
فلتنظر إلى الأطباء فقد يكون هناك إهمال.. أو تقاعس أو نقص خبرة.. أقول قد يكون.. ولكن
هناك الطريق الرسمى لإبداء الشكوى لاتخاذ ما يلزم من إجراءات حتى لا تصبح الفوضى
هي سيدة الموقف ويصبح الطبيب خائفا على حياته عند سماع كل صوت للإسعاف.
إننا
نأمل في غد أفضل للجميع.. تذهب الفوضى إلى غير رجعة ويقوم كل عامل بعمله كما يملى
عليه ضميره.. شفلنساعدهم أن يقوموا بأعمالهم دون تهديد أو خوف يمنعهم من أداء
رسالتهم.