رئيس التحرير
عصام كامل

القنابل ومصير الوطن‏


من يملك الحجة يرد عليه بالحجة ويتفاعل معها ويكون قابلا لتعديل ما يشكل إدراكه وقت بيان الحقائق وهو ما يبعث على احترام الآخرين له من جهة وما يميز الشخصية المعتدلة ومن لا يملكها فهو يتبع مفهوم "الأرض المحروقة " أو "عليا وعلى أعدائى" حيث لا يجد الفرد للدفاع عن قضيته إلا مبدأ الخسارة للجميع وهو السرطان الذي ينهش في الجسد بخلايا تخرج عن إطار قانون الجسم لتضر به وتهاجم الأعضاء الحيوية فيه.


يقول الله تعالى: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ".. وفى آية أخرى ذكر الله فيها المفسدون في الأرض حيث قال: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين".

فالإنفاق في سبيل الله ارتبط بالإحسان إلى الناس وليس الإنفاق بإيذاء النفس والغير وإزهاق الأرواح والإبقاء على ما تبقى من الأحياء مصابا عاجزا عن تدبير نفقات معيشته طول عمره ويصبح حملا كبيرا وعالة على أسرته وهو في ميزان كل من تسبب في ذلك سواء بالقول أو بالعمل.

أعلم أن الإجراءات الأمنية التي تحمى المجتمع من شرور البعض أساسية في التعامل مع من لا يفهم سوى لغة الدماء.. فمن تحول إلى وحش كاسر لا تستطيع أن توقفه نصيحة أو كلمة إلى أن يفيق على الواقع الذي يعيشه ويعرف أن الجسم المتهالك لن يقدر على الصمود طويلا.. ومع ذلك لا يمكن أن نهدر دور الأسرة في إعادة التوعية والمدارس والبرامج الإعلامية المختلفة والتي تصل إلى الناس بدلا من انحدارهم في الفكر الهدام.

لن تفيد القنابل في تغيير الفكر وإنما ما يفيد هو تغيير الوطن إلى الأفضل والبدء في العمل وإعادة دوران عجلة الإنتاج التي تضمن منع الانهيار وإطعام شعبنا من عمل أيادى أبنائه بدلا من المعونات التي لن تستمر إلى أجل غير مسمى وإنما منطقيا ستتوقف يوما ما.
الجريدة الرسمية