رئيس التحرير
عصام كامل

ابتعد عن ذوي الآراء السلبية‏


نعيش الحياة ما بين الإيجابية والسلبية ونرى حولنا أناسا يتصارعون بينهم كل منهم له طريقة تفكير وإيمان عميق بهذا الإيمان وصل إلى ارتباط الاعتقاد في صحة الفكر والتفسير إلى الارتباط بالذات واعتبار التمسك بأفكارهم هو التمسك بالكرامة!


الإيجابيون هم من يعتقدون بالأفضل في المستقبل ويسعون إليه ويحاولون صنع السيناريوهات لتحقيق ما يأملون من رفاهية عيش وتحقيق تقدم لهم ولمن يهمهم أمرهم ويضعون عند كل عائق الحلول، هم من يؤمنون أن لديهم القدرة على تغيير الواقع مهما كانت الجهود وأن هناك دائما أملا في غد أفضل ويحاولون أن تظل طاقاتهم لا تنطفئ ويبتعدون عن ذوى الطاقات السلبية التي تستنزف جهودهم وتريد أن تنال منها.

والسلبيون هم من يومنون بالماضى ويقضون حياتهم يتذكرون الأحداث ويحاولون أن يغيروه لكن هيهات هيهات فالماضى انتهى ولن يعود وأن كل محاولات الهروب من الواقع إلى الماضى ستؤول بالفشل لأن الماضى لن يتغير.

إنهم لا يسعون إلى تحقيق آمال وإنما هم يؤمنون بالقدرية وإن المكتوب – وهم لا يعلمون ما كتبه الله لهم - سيحدث لهم وهم لا يحاولون التغلب على العوائق وإنما ينتظرون وربما يلجئون إلى الغير الذي يحل لهم مشاكلهم دون الاعتداد بالنفس وقدراتها وهم يؤمنون بالماضى بأن فيه الخير كله والندم على ما فات والتشاؤم مما هو آت.. هو أساس حياتهم.

ما بين هؤلاء وهؤلاء تناقض رهيب فكيف تكون هناك لغة حوار بين من يعيشون في الماضى ومن يعيشون في المستقبل ومن هم بائسون متشائمون ومن هم سعداء متفائلون ومن هم جالسون ينتظرون ومن هم يسعون يأملون في تغيير واقعهم بكل إصرار؟

أول خطوة لنغير أنفسنا هي أن نترك مكاننا ونعيد تقييم أصدقائنا والاقتراب من الإيجابيين والتعلم منهم والابتعاد عن السلبيين المتقدمين نفسيا حتى لا نستنزف طاقاتنا وذلك حتى تظهر محددات شخصيتنا ويتعرف الآخرون على ملامحها حينئذ سيكتشف الناس فينا نقاط قوتنا التي كنا لا نعرفها من قبل.

هذه هي نقاط سحرنا التي يمكن أن نصنع بها لمستقبلنا الكثير وإن كنا قد بقينا في سلبياتنا لقضينا حياتنا كما نحن منذ عشرات السنين نتقادم دون أن نشعر بحالنا.

الآن علينا أن نحدد إلى أي فئة سننتسب.. إلى من يعيشون في الماضى أم من يأملون في مستقبل أفضل؟
الجريدة الرسمية