رئيس التحرير
عصام كامل

كرامة الإنسان وإنكار النسب


تكررت حالات إنكار النسب بين الناس كثيرا والأكثر تأثيرا في الرأى العام هي الجريمة التي تتعلق بالمشاهير الذين ينظر إليهم المجتمع بشيء من الاهتمام ولا يتوقف عند ذلك فقط وإنما يقلدهم الناس في أفعالهم وحتى خطوط الموضة والأسلوب الذي يتحدثون به لأنهم- كما يعتبرونهم- القدوة والمثل الأعلى.


مع أن تحليل DNA قادر على تحديد النسب بسهولة إلا أن الكرامة لها ثمن غال لا يمكن تقديره إلا حينما نقدر الإحساس والمشاعر وحينها نقيس قهر الإنسان لضعف الآخر وقلة حيلته.

ومهما كانت الاتهامات التي يلقيها الناس على الأم خاصة في المجتمعات الشرقية ويتناسون الأب وكأن النتيجة هذه هي عمل الأم وحدها إلا أن الثقة التي وضعتها الأم في هذا الأب ثقة في غير محلها والندم هو المصير المحتوم لمشاعر تسببت في النهاية إلى تدمير طفل ليس له ذنب في الحياة إلا أنه كان منهما ومن علاقة غير محددة بضوابط تضمن للأم حقوقها التي يسلبها منها زوج وهمى غير قادر على مواجهة الحقيقة أولا ومواجهة نفسه ثانيا.

الحرية هي تلك الكلمة التي يلجأ إليها الناس حين يفسرون ما حدث ويتناسون أن الموضوع ليس حريات وأن إغلاق الأبواب على الأبناء واحتجازهم ومراقبتهم قد يحول دون وقوع الكارثة.. إلا أن الواقع غير ذلك فبدلا من احتجاز أطفالنا علينا أن نزرع قيمة الزواج الحقيقي ونقوم بتوعية الناس بمضار الزواج العرفى الذي يتهم الزوج زوجته بعدها إما بالانحلال أو يتنكر من نسب أطفاله إليه ويفترض أن هذا الطفل مشاعا بين الناس والخاسر الأم والطفل والمجتمع فيما بعد.

الديان لا يموت والشهود يوم القيامة عدل وما يلفظ الإنسان من قول إلا لديه رقيب عتيد فلنتق الله في بنات الناس وحرماتهن وكراماتهن كما نريد أن يتقي الله في بناتنا الناس.

فمن يقبل عملا كهذا لأخته أو أمه أو ابنته فليفعل ما يروق له وإن لم يرض فليتعفف وليحترم رجولته التي لا تتجلى في علاقة يتبرأ منها وإنما تتجلى في شجاعة ورجولة الاعتراف بنتائج عمله حتى إن تم ذلك في الخفاء.

إن هذا كفيل باحترام المجتمع له بدلا من التبرؤ من نسبه لطفله وجزء منه وإنكاره وتركه وأمه يواجهان المصير المحتوم وفي النهاية وبعد سنوات طويلة من القضاء يتم الاعتراف به ولكن للأسف بعد أن تصبح سيرتهم في كل مكان دون تمييز.

يقول الله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ".

على كل إنسان ألا ينكر أعماله سواء حسنت أم ساءت.. فالإنسان في النهاية وفى تقدير الناس.. هو أعماله.

الجريدة الرسمية