حماية البعثات الدبلوماسية
ما حدث من خطف أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية في ليبيا من أجل الإفراج عن أحد المقبوض عليهم من قبل السلطات هو عمل لابد ألا نمر عليه مر الكرام وإلا سيتكرر مرات أخرى مع اختلاف مسميات الدول.. فالبعثات الدبلوماسية أقرت لها اتفاقية فيينا الحصانات اللازمة لأمن البعثات الدبلوماسية وأن من واجب الدول أن تحمى البعثات المعتمدة لديها وعدم انتهاك حقوقها.
وإذا سلمنا بأن هذا الطريق ستسلكه الجماعات المسلحة من أجل تنفيذ مطالبها فمن المحتمل أيضا أن يواجه الآخرون بالمثل.. وللأسف الضرر سيكون على الجميع بلا استثناء ولكن البعثات الدبلوماسية ليست مكانا للترويع أو الخطف أو التهديد.
منذ عام 1995 أعلن تنظيم القاعدة أنه المسئول عن تفجير السفارة المصرية في إسلام أباد وأدى ذلك إلى مقتل 15 شخصا من بينهم القنصل المصرى رحمة الله عليهم جميعا.
وفي عام 2005 قام تنظيم الجهاد التابع للقاعدة في العراق باختطاف دبلوماسى مصرى وهؤلاء الذين سموا أنفسهم بالمجاهدين – للأسف– أعلنوا أن السفير المصري الآن في قبضة المجاهدين والذين قالوا عنه إنه سفير الكفار في بلادهم.
في عام 2010 في العراق أيضا كان تفجير السفارة المصرية ونتج عنه مقتل 17 شخصا وكانت أيادى القاعدة هي المتورطة في ذلك وما تلاه من الاعتداء على سفارتنا في ليبيا ومن يومين اختطاف أفراد البعثة لديهم.
والاعتداء على الكنيسة المصرية في ليبيا حين قامت جماعات مسلحة بإطلاق النار عليها ثم إضرام النيران بها وللأسف كانت الإدانات هي النتيجة الوحيدة التي جناها المصريون من جراء ذلك هي الكلمات فقط.
وفى 6 يناير قام أحد المواطنين الليبيين بإطلاق الرصاص على السفارة المصرية بدون أي حماية من الحكومة الليبية.
لم تكن ولن تكون أبدا السفارات محط أنظار الإرهابيين الذين يعتقدون أن ذلك جهاد في سبيل الله وقد حان الوقت أن يعرف الجميع الفرق بين الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الشيطان فلم يكن الخطف وترويع الآمنين جهادا ولم يكن الانتصار على القانون يأتى بالضغط على متخذى القرار بخطف مواطنيهم وإلا أصبحنا نعيش في غابة وهذا بالطبع مرفوض.
إن لم تقم الدول بمهامها في حماية أمن بعثاتنا فإن إغلاق سفارتنا لديهم مؤقتا لحماية مواطنينا هو الحل حتى تقوم هذه الدول بحماية البعثات الدبلوماسية واحترام سيادتها على أرضها وضمان أمن البعثات وأفرادها.
أرجو ألا نتهاون في إشعار قيمة المواطن أنه ذو قيمة على حكومة بلده وألا نتهاون في حمايته في الخارج والمحافظة عليه.. فسمعتنا جميعا من سمعة دبلوماسيينا في الخارج وهيبتنا من هيبتهم.