رئيس التحرير
عصام كامل

عاشت بورسعيد منطقة حرة مستقلة!


مدينة بورسعيد لها فى قلبى رصيد كبير من الحب لأسباب كثيرة، وأهلها لهم مميزات خاصة تختلف عن باقى المحافظات، فهم مثلا يشجعون بشدة وحماس زائد يصل لحد التطرف فى تشجيع ناديهم المصرى، ولم أعرف كيف كنت أعتقد قديما أن بورسعيد سميت المدينة الحرة نسبة إلى المنطقة الحرة، وعندما حدثت مذبحة الألتراس فى استاد بورسعيد ثم الاعتداء على طلاب المدينة الجامعية الأبرياء ببورفؤاد وأحداث اقتحام السجن والجنازة الشهيرة لتشويه سمعة بورسعيد وتكون عقده لشعب مصر، وتذكرت أن بورسعيد حرة بسبب مقاومتها لعدوان أكبر ثلاث دول هى انجلترا وفرنسا وإسرائيل واستبسال أهلها فى الدفاع عنها، وليست حرة لاستبسالهم فى إقناع الزبون.......... بشراء ملابس داخلية كانت أو خارجية، يا نهار إسود بلاك من الذى أراد لبورسعيد هذا العار؟ فبعد أن كانوا يهربون السلاح للفدائين لمقاومة العدوان الغاشم أصبح التهريب عكسى لخارجها لتحقيق مكاسب مادية.

من صاحب فكرة تحويلها من مصدر للمقاومة والوطنية إلى مصدر اللبان والملابس الداخلية؟
من المستفيد بتحويل شعبها الباسل إلى شعب قاتل يقتل العشرات لأجل ماتش كرة قدم؟
من الذى يشوه تاريخنا بهذا الشكل البشع؟
لقد حدث لى موقف غريب عندما سألت بالمصادفة البحتة ابن أحد أصدقائى بماذا يذكرك شهر أكتوبر؟ فرد على الفور بمقتل السادات على الهواء مباشرة، ما هذا الترويج لقتل كل ما هو ذكرى جميلة؟ ضاع ................ النصر وبقى أكتوبر شهر الفخر بقتل زعيمنا أمام أعين العالم، أو مجرد كوبرى مزدحم بالقاهرة، من الذى اختزل وطنيتنا وتاريخنا بهذا الشكل المرعب؟
من الذى اختزل بدو سيناء من مجاهدين إلى تجار بانجو؟
ومن الذى اختزل تعمير سيناء إلى بناء فنادق وقرى سياحية فقط؟
من المستفيد بتشويه مصر وعظمائها وتاريخها وشعبها العظيم؟
شوهوا واقعنا كما تريدون ولكن أرجوكم اتركوا لنا تاريخنا وذكرياتنا نعيش عليها ونحكيها لأبنائنا وأحفادنا.. ولتعش مصر حرة مستقلة وتبقى بورسعيد منطقة حرة مستقلة.
الجريدة الرسمية