أسماء سورة ق وفضائلها وسبب التسمية والأحاديث الواردة بشأنها
سورة “ق” هي إحدى السور القرآنية التي تقع في الجزء السادس والعشرين، وهي السورة رقم خمسين في المصحف الشريف، وعدد آيات سورة “ق ” خمسة وأربعون آية شريفة، ونزلت سورة ق على سيدنا محمد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة، ما عدا الآية الثامنة والثلاثين فقد نزلت في المدينة المنورة، ونزلت سورة ق بعد سورة المرسلات، وتسمى- أيضا- بسورة «الباسقات».وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة ق وفضائلها وسبب التسمية والأحاديث الواردة بشأنها
المقصود بـ قوله تعالى ق
وأما عن القول في تأويل قوله تعالى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) فقد أورد الطبري في تفسيره اختلاف أهل التأويل في قوله: (ق)، فقال بعضهم: هو اسم من أسماء الله تعالى أقسم به، لما روي عن ابن عباس في قوله: (ق) ون وأشباه هذا، فإنه قسم أقسمه الله، وهو اسم من أسماء الله، وقال آخرون: هو اسم من أسماء القرآن.
وقال قتادة، في قوله (ق) هو اسم من أسماء القرآن، وقال آخرون: (ق) اسم الجبل المحيط بالأرض.
سبب تسمية سورة ق
جاء في سبب تسمية سورة ق هي أنه أوّل ما يَبدأُ به هو قوله تعالى في أوّلها: (ق)، وهو من الحروف المُقطَّعة التي استُخدِمت في القرآن الكريم في عدّةِ مواضعَ، مثل: (ألم)، (ألر)، (ص)، (كهيعص)، وبدأت سورة (ق) بقوله تعالى: (ق)؛ لهذا سُمِّيت بسورةِ (ق).
سبب نزول سورة ق
ذكر أن اليهود هم السبب في نزول هذه الآيات الشريفة من سورة ق، فقد أتى اليهود إلى سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم حتى يسألونه عن خلق السموات والأرض، وحينها أخبرهم سيدنا النبي أن الله عز وجل خلق الأرض في يومين يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق السموات في يومين يوم الأربعاء والخميس وخلق الله عز وجل النجوم والقمر والشمس يوم الجمعة ثم أخبرهم النبي أنه استوى على العرش ثم استراح ولهذا قال الله عز وجل في هذه السورة "وما مسنا من لغوب".
كما حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن أبي بكر قال: جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة؟ فقال: " خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات، يعني من يوم الجمعة، وخلق في أول الثلاث الساعات الآجال، وفي الثانية الآفة، وفي الثالثة آدم، قالوا: صدقت إن أتممت، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يريدون، فغضب، فأنزل الله (وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون).
فضائل سورة ق
1- أنها أول سورة في المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.
واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال... وفضلت بالمفصل".
2- يُستَحَبُّ قِراءتُها على المِنبَرِ يَومَ الجُمُعةِ:
عن أمِّ هِشامٍ بنتِ حارِثةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: (ما أَخذْتُ ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ إلَّا عن لِسانِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ يَقرَؤُها كُلَّ يومِ جُمُعةٍ على المِنبَرِ إذا خَطَب النَّاسَ).
3- كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ بها في الرَّكعةِ الأُولى مِن صَلاةِ العِيدِ:
عن أبي واقِدٍ اللَّيثيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، (أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كان يَقرَأُ في الفِطرِ والأضْحَى بـ ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ [ق: 1]، واقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر: 1]).
أحاديث نبوية في فضل سورة ق
ذكر الإمام ابن كثير في مقدمة تفسيره لها جملة من الأحاديث في فضلها، منها:
ما رواه مسلم وأهل السنن، عن أبى واقد الليثي، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في العيد بسورة «ق» وبسورة اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ....
وروى الإمام أحمد عن أم هشام بنت حارثة قالت: ما أخذت ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلا على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يقرؤها كل يوم جمعة إذا خطب الناس.
ثم قال ابن كثير: والقصد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار، كالعيد والجمع، لاشتمالها على ابتداء الخلق والبعث والنشور، والمعاد والقيام، والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب...
موضوعات سورة ق
1- الثَّناءُ على القُرآنِ الكريمِ، والتَّنويهُ بشَأنِه.
2- ذِكرُ دَعاوَى المُشرِكينَ وإنكارِهم للنبُوَّةِ والبَعثِ، والرَّدُّ عليهم.
3- الحَثُّ على النَّظَرِ في خَلقِ السَّمَواتِ وما فيها، وخَلقِ الأرضِ وما عليها، ونَشأةِ النَّباتِ والثِّمارِ، وأنَّ ذلك مَثَلٌ للإحياءِ بعدَ الموتِ.
4- التَّذكيرُ بسُوءِ عاقِبةِ المكَذِّبينَ السَّابِقينَ، وما استحَقُّوا مِن وَعيدٍ وعَذابٍ.
5- التَّذكيرُ بعِلمِ اللهِ تعالَى الشَّامِلِ لكُلِّ شَيءٍ.
6- ذِكرُ سكراتِ الموتِ ومشاهدَ مِن يومِ القيامةِ وأهوالِها، وما يَجري فيها.
7- وَعْدُ المُؤمِنينَ بالجَنَّةِ في الآخِرةِ، مع ذِكرِ أهَمِّ صِفاتِهم.
8- تَسليةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا أصابه مِن قَومِه، وإرشادُه إلى ما يُعينُه على مُداوَمةِ الصَّبرِ؛ مِنَ التَّسبيحِ آناءَ اللَّيلِ، وأطرافَ النَّهارِ، وأدبارَ السُّجُودِ.
9- أمرُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم بالتذكيرِ بالقرآنِ مَن يخافُ وعيدَ الله ويخشَى عقابَه.
10- أمْرُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّذكيرِ بالقُرآنِ مَن يَخافُ وَعيدَ اللهِ تعالى، ويَخشَى عِقابَه.
تلخيص سورة ق
تبدأ السورة بالثناء على القرآن الكريم، ثم تذكر دعاوى المشركين وترد عليهم بما يخرس ألسنتهم، ثم توبخهم على عدم تفكرهم في أحوال هذا الكون الزاخر بالآيات والكائنات الدالة على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته.
قال-تبارك وتعالى-: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ، كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها، وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ.
وَالْأَرْضَ مَدَدْناها، وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ، وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ.
ثم تذكرهم- أيضا- بسوء عاقبة المكذبين من قبلهم، كقوم نوح وعاد وثمود، وقوم فرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة..ثم تتبع ذلك بتذكيرهم بعلم الله-تبارك وتعالى- الشامل لكل شيء، وبسكرات الموت وما يتبعها من بعث وحساب، وثواب وعقاب..قال-تبارك وتعالى-: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ، ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ، وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ.
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ، فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
ثم تختتم السورة الكريمة، بتسلية الرسول صلّى الله عليه وسلّم عما أصابه من قومه، وترشده إلى العلاج الذي يعينه على مداومة الصبر، كما تحكى له أحوالهم يوم القيامة ليزداد يقينا على يقينه، وتأمره بالمواظبة على تبليغهم، بما أمره الله-تبارك وتعالى- بتبليغه.
لنستمع إلى قوله-تبارك وتعالى-: فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ.
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ.
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ، يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ، ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ.
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ.
يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعًا ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ.
وهكذا تطوف بنا السورة الكريمة في أعماق هذا الكون، وفي أعماق النفس الإنسانية، منذ ولادتها، إلى بعثها، إلى حسابها، إلى جزائها.. وذلك كله بأسلوب مؤثر بديع، يشهد بأن هذا القرآن من عند الله، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
وقت قراءة سورة ق
جاء في صحيح مسلم وغيره عن بنت الحارثة بن النعمان قالت: ما حفظت "ق" إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدًا.وقد أخذ بعض أهل العلم والأئمة من هذا الحديث استحباب قراءة سورة "ق" أو بعضها كل جمعة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد قال النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء سبب اختيار: ق ـ أنها مشتملة على البعث، والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة، وفيه دليل للقراءة في الخطبة ـ كما سبق ـ وفيه استحباب قراءة: ق ـ أو بعضها في كل خطبة. انتهى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا