رئيس التحرير
عصام كامل

التسامح سلعة ثمينة لا يقتنيها إلا أصحاب القلوب الثرية‏


التسامح صفة عظيمة والتى هى من صفات الله تعالى لعباده حين تكون الرحمة بالعباد ومغفرة الذلات لهى محفزات بناء إنسان له باب مفتوح نحو الصلاح.. ولا شك أنه إذا تم إغلاق باب التوبة هو ما يدفع الإنسان إلى التمادى فى فعل السوء وإفساد الحياة على جميع من حوله ولهذا فتح الله باب التوبة لعباده حتى قيام الساعة.



الضغوط كثيرة ونتيجة لها فإن أفعال البشر تختلف باختلافاتها وعند المشكلات يعرف الإنسان الطرف الآخر ويتعرف على صفاته التى تجعله يحدد هل ستستمر العلاقة أم ستنقطع إلى نهاية العمر.. لأنه إما يجد أن هناك طريقا يجمعهما معا يمكن أن يسيرا فيه.. إما أن الطرق مختلفة ومن المستحيل أن يجمعهما طريق واحد .

والمثير للدهشة أن الناس الذين يتغيرون كل يوم حسب الأحوال واكتساب الخبرات وحتى خلايا أجسامهم تتغير جميعها كل عام لا يغيرون آراءهم نحو من اختلفوا معهم ولا يتسامحون بشأنهم مع أنهم لو هم المخطئون يريدون الآخر أن يغفر لهم ما فعلوا دون عتاب يذكر .

كيف نظل على إدراكنا للآخرين طول العمر؟ كيف نرى فيهم أنهم لن يتغيروا ولن نسامحهم؟
كيف نربط التزامنا بإدراكنا عنهم طول العمر مع إيماننا أننا وهم نتغير وأن هذه هى الحقيقة التى لا يختلف عليها اثنان .
كيف نربط إدراكنا عن الآخرين ونحدد له ثباتا طول العمر ولا نغير وجهة نظرنا لأننا نعتبر أن تغيير وجهة نظرنا نحوهم هو تغيير المبادئ والقيم التى نلتزم بها .

إن هذا لهو تشبث بالرأى الشخصى.. فإعادة التفكير فى الاختلافات وتغيير الإدراك نحو الآخرين هو أساس الحكمة فى الحياة.. وأن الشخصية المتسامحة هى الشخصية الجديرة بالاحترام فى نظر الناس.. فهى التى تتغاضى عن ذلات البشر وتتسامى فوق الأخطاء التى تسلم بها فى أفعال الخلق .

أعلم أن الكرامة فوق كل شىء وأن الإنسان وكرامته شيء واحد.. وأن من ينال من كراماتنا فقد نال من أنفسنا.. وقد يتهم الإنسان المتسامح أنه ضعيف أو غير قادر على استرداد حقوقه ولكن الحقيقة مختلفة.

فالإنسان القوى الذى يغفر الذلات فهو يتواضع بعزة ويتغاضى عن الهفوات ويعرف الآخرون ثباته عند أصعب المواقف ويرقى عن الجدال غير المثمر ويلتمس الأعذار.. لهو صاحب المكانة والجدير بالتقدير والاحترام .

الجريدة الرسمية