رئيس التحرير
عصام كامل

البحث العلمى وأثره على المجتمعات‏


ما هو مصير الأبحاث؟ ما هو مصير عملية البحث العلمى فى مجتمعاتنا؟ ما هو مصير البحوث المركونة على الأرفف؟ البحث العلمى ليس هدفا فى حد ذاته إنما سبب ووسيلة من أجل التطبيق على المجتمع وأن كل بحث نشر لابد أن يكون قد أضاف شيئا جديدا للبشرية .

المسافة التى بيننا وبين الدول التى آمنت بالبحث العلمى شريعة ومنهاجا تزداد كل يوم حتى تختلف الطرق ونكتشف أن هناك عيبا فى عملية البحث العلمى التى تردت فى الآونة الأخيرة والتى جعلت دولا أخرى هى مقصد الباحثين والراغبين فى العلم، وتركونا نحن ندرس ونتعلم بطريقة عفى عليها الزمان وهذا ما جعل علمنا يتقادم ومركز شهاداتنا فى أقل المراتب مقارنة بالشهادات الأخرى التى تعطيها دولا كانوا خلفنا فى طابور العلوم .

ما فائدة عمر يقضيه الباحث بين مراجع متعددة ويتناول موضوعا يبحث فيه ومنهج بحث علمى يسير عليه وفى النهاية يأخذ الدرجة العلمية دون فائدة من رسالته .

فالرسالة هى أساس البحث فى مشكلات المجتمعات والبحث هو ما يفيد حينما يتم تناول موضوع من كافة جوانبه وأبعاده والبحث فى الأسباب للظواهر وكيفية التغلب عليها والتطبيق وهو ما علينا أن نأخذ به حينما نحاول أن نحل مشكلة ما ونجد على أرفف المكتبات العديد من الكتب التى تناولت نفس الموضوع وقد تصل إلى دراسته على المنطقة المطلوب فيها الحلول إلا أن عدم الثقة فى البحث العلمى هو أساس أن يتجاهل الناس العمل البحثى ويقتنعون بإدراكهم وأفكارهم دون الاقتناع بالحقائق والإحصائيات .

لن نرضى لعلمنا الهوان وإن كان هناك سلبيات أثرت على سمعة البحث العلمى وجعلته أحبارا على ورق فلنتداركها حفاظا على تاريخنا أمام الأمم فلنعرف كيف نالج أخطاء شابت البحث العلمى حتى أصبح صوريا لا يسمن ولا يغنى من جوع .

أريد جودة البحث والباحث.. أريد جودة العملية التعليمية دون تساهل أو تعقيد.. أريد أن نرى مساهمة العلماء الإيجابية فى بلادهم بدلا من درجات علمية دون أثر حقيقي على أرض الواقع .

أساتذتنا الأجلاء .. أعيدوا إلى مصر ريادتها العلمية ولا تقفوا مكتوفى الأيدى فإن منكم العلماء الحقيقيين الذين يسترشد بهم العالم فى كل المجالات.. حدثوا المهارات واعطوا التوصيات بناء على بحوث لا تشوبها شائبة.. وجاهدوا فى رفع اسم مصر مرة أخرى عالية خفاقة فى سماء العلم .

الجريدة الرسمية