رئيس التحرير
عصام كامل

فى حاجة غلط!


والله هم لا يعرفون شيئا عن حب مصر، ولا عن حرمة الدماء، أقسم بالله لسان حالهم يقول: "أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ"، إنهم قيادات جبهة "الخراب".. البرادعى يرفض الحوار ويقبله بعد مقابلة السفيرة الأمريكية، ويوقع هو وحمدين صباحى على مبادرة الأزهر لنبذ العنف، ثم يدعوان لـ"الزحف" إلى قصر الاتحادية، وليس فقط التظاهر أمامه، بعدها يتبرئان باسم جبهة الإنقاذ من أعمال البلطجة التى وقعت أمام قصر "هيبة الدولة"، رغم تورطهما الواضح فيما حدث، ولا ألوم هذه الجبهة ولكننى ألوم رئيس الجمهورية الذى يعلم أكثر من ذلك ولا يحرك ساكنا، فهو يخشى أن يقول له المجتمع الدولى "كيف تعتقل رموز المعارضة؟ نعم اعتقال، وطالما أن مرسى يعمل لإرضاء الناس فى غير رضا الله لن ينصلح حال البلد، هذا الرجل الذى انتخبناه أملا فى أن نرى مشروعا إسلاميا يكون تاجا فوق الرءوس اكتشفت أن "طبطبته" أضرت بـ"سمعة" الإسلاميين والمشروع الإسلامى المنتظر.

على أى حال، فقدنا فيك الأمل يا دكتور، فكم من ضريبة دفعناها بسبب دفاعنا المستميت عنك، فقدنا فيك الأمل ليس لأنك لا تحب هذا البلد، ولكن لأنك تفضل اللين وقت الشدة، ولا تظن أن خطابك الذى أعلنت فيه عن "طوارئ القناة" يعكس الشدة التى أردناها، فالشدة ليست بالأقوال ولكن بالعمل وردع الظالم والخائن والمخرب.. نعم أعلم أنك تحرص على الاتصال بالكثير من رموز هذا البلد تطلب منهم النصيحة، ولكن ما يحدث يدل على أن هناك "حاجة غلط"، وأكررها إنك تحرص على رضا "القوى السياسية"، ونسيت أن قطاعا عريضا من الشعب انتخبك لتطبيق شرع الله، والسؤال: ماذا فعلت فى هذا الأمر؟ هل عدلت قانون العقوبات بما يتوافق مع الشريعة وأرسلته لـ"الشورى" لإقراره؟ وهل هذه التعديلات تضمنت حد الحرابة الذى سيحد من الفوضى فى الشارع؟ وهل إذا تم إقرار هذا الحد سيطبق على رموز المعارضة الذين يسعون فى الأرض فسادا؟ أم ستطبقه على الضعيف وتترك القوى؟ أين الشريعة وأين تطبيق الحدود التى انتخبناك من أجلها يا دكتور مرسى؟ أين ذهب تواضعك يا رئيس الجمهورية عندما أعطتك فتاة أثناء تكريمك لحفظة القرآن يوم المولد النبوى الشريف ورقة، فلم تضعها حتى فى جيبك بل أعطيتها لمن يعملون تحت يديك؟ أين الأماكن الفقيرة وأين الفقراء من زياراتك؟ هل أعجبك رونق القصر؟!.. يا دكتور مرسى اتق الله وافتح جاكيت البدلة مرة أخرى مثلما فتحتها فى التحرير بعد فوزك بالمنصب.

الجريدة الرسمية