"لابيد" رئيس حزب "يش عاتيد" لـ"التايم": صنع السلام مع الأعداء وليس الأصدقاء..التغيير فى إسرائيل حمل رياحًا عكسية..ورفض التفاوض مع الفلسطينيين قصر نظر..اليهود على خطأ..والطبقة الصامتة معقل العلمانية
ذكرت مجلة التايم الأمريكية أن يائير لابيد المذيع الإسرائيلى وكاتب العمود الذى فاجأ عالم السياسة فى إسرائيل عندما حل ثانيًا بحزبه "يش عاتيد" (هناك مستقبل) فى انتخابات الكنيست الأخيرة اعتبر أن عملية صنع السلام تكون مع من يعتبرون أعداء وليس مع الأصدقاء.
واعترف لابيد (49 عاما) فى حواره مع المجلة بالتغيير الذى أسفر عن صعود اليمين، حيث قال: إن التغيير حمل رياحًا عكسية أدت إلى تفوق اليمين، مضيفًا أن الطبقة الوسطى الإسرائيلية الصامتة، والتى تعد معقل العلمانية -كما اتضح فيما بعد- لم يسمع صوتها حتى الآن.
ولفتت المجلة إلى أنه فى الحملة التى يتم تعزيزها إلى حد كبير بمناظرات بين الأحزاب التى تمثل القطاعات المتنافسة من سكان إسرائيل اليهود، فإنه ليس من المهم أن واحدًا من كل خمسة مواطنين هو من العرب.. كما تحدث لابيد مطولًا عن السبب فى تزايد تجنب الإسرائيليين الحديث عن القضية التى يعرفها العالم الخارجى باسم "القضية الفلسطينية".
وذكر لابيد خلال الحوار أن الأمر المثير للاهتمام أن الأغلبية فى إسرائيل غير ممثلة.. فى حين أن جميع أنواع جماعات المصالح - أشكنازى المتشددة، الشرقيين، المستوطنين، اليمين، أقصى اليمين، وأقصى أقصى اليمين، وحتى أقصى اليسار – ممثلة تمثيلًا جيدًا، سواء فى الائتلاف أو المعارضة.. وأن المجموعة الوحيدة غير الممثلة هى الطبقة المتوسطة الإسرائيلية، من دافعى الضرائب من الطراز القديم، الذين خدموا بالجيش، وخدموا فى قوات الاحتياط لمدة 25 عامًا، وهم العمود الفقرى الذين يحملون عبء الجميع من حولهم .
وردًا على سؤال للمجلة أنه بالتحديد لا يوجد أحد فى إسرائيل يريد الحديث عن عملية السلام، وأنهم تجاوزوا ذلك بشكل جيد .. قال لابيد "إن الإسرائيليين مقتنعون أنه لا فائدة من الحديث مع الفلسطينيين لأنه لا يمكن الوثوق بهم.. وأعتقد أنهم - الإسرائيليون- على خطأ.. نعم أعتقد أنه لا يمكن الوثوق فى الفلسطينيين، لهذا بالضبط ينبغى علينا أن نتحدث معهم.. لأن صنع السلام يكون مع الأعداء وليس مع الأصدقاء .. ومن المثير للاهتمام، أن كل استطلاعات الرأى تظهر أن غالبية الإسرائيليين يقولون أن حل الدولتين هو الحل الوحيد المتاح، ولكنهم مستريحون لفكرة أن لا شيء يحدث".
ووصف يائير لابيد - زعيم حزب يش عاتيد - رفض التفاوض مع الفلسطينيين بأنه "تصرف غير مسئول"، وأعرب عن قناعته بضرورة تفادى الوقوع فى الخطأ الذى وقع فيه اليسار الإسرائيلى مرارًا وتكرارًا وهو التحدث صراحة عن التنازلات التى هم – أى اليسار - على استعداد لتقديمها.. وأكد على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.
وحول ما إذا كان يعنى ما يقول أم أنه يصرح بذلك لأن العالم يتوقع ذلك منه، أكد لابيد "إن والدى لم يأت إلى هنا من الحى اليهودى ليعيش فى بلد نصفه عربى ونصفه يهودى.
وقال "والدى جاء هنا للعيش فى دولة يهودية.. ونحن لدينا 3.3 ملايين فلسطينى الآن بين البحر والحدود الشرقية لإسرائيل، وإذا لم نفعل شيئا حيال ذلك، فإن هذا الجيل (مشيرًا نحو فتاة عمرها 15 عاما كانت متواجدة خلال الحوار) سوف يذهب لقضاء وقته مع ستة أو سبعة أو ثمانية ملايين فلسطينى.
وأضاف أنه "لذلك فإن عدم القيام بشيء تجاه الحل هو قصر نظر "، وأعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو يؤمن بنفس الشيء، لكنه لا يملك حاليًا دعم التحالف، أو حتى الحزب .. لذلك ربما فى غضون أسابيع قليلة سيكون أحد وظائفى هو حشد ما يكفى من أصوات لتأييد حل الدولتين، سواء من داخل التحالف أو من مقاعد المعارضة نفسها".
وردًا على سؤال للمجلة عما إذا كانت قائمة الليكود، وصعود نفتالى بينيت، ساعد على أن يبدو لابيد أكثر اعتدالًا مقارنة بهم، قال لابيد أن الشيء الوحيد المهم الآن هو وجود صراع قومى بيننا وبين الفلسطينيين، لكن نقطة اللاعودة هى اللحظة التى يتحول فيها هذا الصراع إلى صراع دينى
.. اليهود فى مواجهة المسلمين.. وإلى الآن فإن هذا لم يحدث بعد .. إن الصراع مع حماس هو صراع دينى، ولكن لم يتحول بعد إلى صراع دينى مع منظمة فتح .. لدينا صراع قومى مع السلطة الفلسطينية.. وينبغى أن نستمر على هذا النحو، لأن الصراعات القومية يمكن أن تحل.. لكن عندما يصبح الأمر أن إلهى أفضل من إلهك، فإن الصراع يصبح أبديًا.
وفند لابيد مقولة إن إسرائيل أصبحت أكثر تدينًا، قائلا: "لا أعتقد أن إسرائيل أصبحت أكثر تدينا.. إنما أعتقد أن السياسة الإسرائيلية أصبحت أكثر تدينا.. هناك فرق".
واستطرد: إن القيادة الثانية فى حزبى هو حاخام يعيش فى مستوطنة، لكنه يتحدث عن حل الدولتين.. هناك طيف متعدد ومختلف الآراء بين السكان المتدينين فى إسرائيل، بعضها -إن لم يكن معظمها- أكثر اعتدالًا من ممثليهم السياسيين".
من جانبها أبرزت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تصريحات لابيد فى حواره مع مجلة التايم حول "أن السلام يصنع مع الأعداء وليس مع الأصدقاء لذلك فإن عدم وجود ثقة مع الفلسطينيين أمر يستدعى إجراء مفاوضات سلام من أجل التوصل لحل الدولتين".