رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «محاجر المنيا لا تعترف بالآدمية».. 20 ألف عامل بدون رعاية صحية.. وسائل مواصلات آمنة «مطلب رئيسي».. 3 آلاف طفل تلتهمهم الصخور البيضاء.. الأجور أزمة تبحث عن حل

فيتو

«اختاروا لقب رجال المهام الصعبة.. الجبال تحاصرهم من كل جانب.. لقمة العيش هدف موحد يتحدون الصعاب لأجله.. إما تحمل قسوة الظروف أو الموت بين ضلوع الصخور».. إنهم عمال محاجر رخام المنيا.


رحلة شاقة تستغرق 3 ساعات من المناطق المأهولة بالسكان إلى موقعهم وسط جبال وتلال المنيا، والحقيقة أن المشاهد التي رصدتها «عدسة فيتو»، تعبر معاناة العاملين بهذه المنقطة.

وتشتهر محافظة المنيا بالمحاجر نتيجة للتوافر الطبيعي لمواد الخام في صحرائها الشرقية، وتحديدًا أن المحاجر تشغل 300 كيلو متر مربع شرق مدينة المنيا. وتستخدم المواد المستخرجة من المحاجر استخدامًا واسعًا في الصناعات المختلفة مثل البناء والطلاء والأدوية والرخام وغيرها نتيجة لتنوعها وتوفرها.

ويعاني العاملون بها من ظروف بيئية صعبة فهم يعملون تحت درجات حرارة مرتفعة نهارًا وبرد قاسٍ ليلًا، فالجبل مكشوف ليس هناك أي مكان يحميهم، بالإضافة إلى غياب وسائل الأمن الصناعي فالآلات بدائية ومتهالكة، التروس وأسلاك كهرباء مكشوفة ومتآكلة تمتد لمسافات طويلة قد يصعق أحد العاملين جراء لمسه «سلكا كهربائيا عاريا».

كما يعمل الأطفال في هذه البيئة المتردية القاسية لمدة 10 ساعات يوميًا لا يحصلون على راحة سوى ساعتين لتناول وجبة الغداء، بحسب عدد من الأطفال العاملين بهذه المحاجر.

«الكوفية» هي وسيلة الأمن الوحيدة لعمال المحاجر لتفادي غبار المحاجر، فأكثر من 20 ألف عامل جميعهم من المزارعين والفقراء والخريجيين الذين يعانون من البطالة منذ سنوات يتواجدون هناك بل إن بينهم 3 آلاف طفل تحت سن الـ18 عامًا، رغم القوانين التي تحرم عمل الأطفال والمخاطر التي يتعرضون لها يوميا والتي تصل لحد الموت أو الإعاقة من أجل جنيهات معدودة، ولكنهم في أمس الحاجة إليها.

وينتج المحجر الصغير من 6 إلى 10 آلاف طوبة، بينما تصل إنتاجية المحجر الكبير إلى30 ألف طوبة وبذلك فإن المحاجر تنتج 2.3 مليون طوبة يوميا يتم تحصيل الرسوم على إنتاجيتها.

وتتنوع هذه المحاجر ما بين «مصانع المنشار وتنقسم إلى منشار رخام ومصانع الطوب التي تنتج الحجارة، مطحنة الحجارة أو الكسارات والتي تحول الحجارة إلى بودرة تستخدم في البلاط والمازيكو، أفران لاستخراج بودرة الرخام والتي تستخدم في البناء، عمال النحت وهم يقومون بنحت الحجارة إلى درج السلالم، عمال التفجيرات والنقل وهم يفجرون الصخور وهي أعمال محرمة، حاملو المخلفات الصناعية».

ويطالب العاملون بتوفير وسائل مواصلات آمنة ووسائل الأمن الصناعي، وتوفير كذلك وسائل إنقاذ سريع أو أبسط أنواع الإسعافات الأولية، منحهم أجورا تتناسب مع المجهود المبذول.
الجريدة الرسمية