نعاني النظرات التكفيرية ونطلب إلغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى - سكرتير طائفة الأدفنتيست: عددنا 700 عضو ولدينا 12 قسيسا و24 كنيسة
- لا نتأثر بالاتهامات الموجهة لنا ونحن أقرب إلى الطائفة الإنجيلية
- نعتمد على التبرعات ومساعدات اتحاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ينظر المجتمع المسيحي إليهم باعتبارهم يهودا في ثوب أقباط، بعد أن قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا شنودة الثالث، في جلسته المنعقدة يوم السبت 17 يونيو سنة 1989م، باعتبار أن طائفتي شهود يهوه والسبتيين هما طوائف غير مسيحية، لا نعترف بهما كمسيحيين، وحذّر المجمع المقدس من حضور اجتماعاتهما، أو دخولهما إلى بيوت الأقباط الأرثوذكس مثل سائر الهراطقة والمبتدعين.
كل ذلك دفعني للتعرف على ما يدور في أروقة تلك الكنيسة المغلقة التي يجهلها الأقباط، وتقابلنا مع القسيس أنور إسكندر مهني، السكرتير التنفيذي لطائفة الأقباط الأدفنتيست، والقائم بأعمال رئيس الطائفة، لحين تعيين رئيس جديد.
وفي حوار إسكندر لـ"فيتو" أكد أننا لسنا يهودا كما يظن البعض، ولكن مسيحيون نتفق في كل شىء مع الطوائف المختلفة لكن نقدس السبت.
إسكندر أزال الغموض عن أشياء عديدة خلال حواره لـ"فيتو".. و إلي نص الحوار.
*ما هي طائفة الأدفنتيست وكيف ومتى نشأت ؟
- الأدفنتيست أو السبتيين هم طائفة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، تؤمن بقرب المجيء الثاني للمسيح، وكلمة أدفنتيست تعني مجيئيين، وقد عرفوا سابقا بالميليريون نسبة لوليام ميلر مؤسس هذه الطائفة وهو واعظ معمداني (1782 – 1849) عمل سابقا كضابط في الجيش الأمريكي.
من أهم عقائد مجيئيي اليوم السابع، هو الإيمان بقرب المجيء الثاني للمسيح، حفظ يوم السبت وتقديسه كيوم راحة الرب بدل يوم الأحد، التشديد على حرفية الكتاب المقدس، المعمودية بالتغطيس بالماء كما أنهم يمتنعون عن تناول اللحوم والمواد المخدرة والمنبهة، وقد بدأت هذه الطائفة في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م وتم تسجيلها رسميًا هناك سنة 1861م. ودخلوا مصر سنة 1932م، وبدأ خدمتهم بتقديم الخدمات للمحتاجين وينشئون الملاجئ والمدارس والمستشفيات.
*كم عدد الأدفنتيست في مصر؟ وكنائسهم؟ والقساوسة؟
- عددنا نحو 700 عضو، في تنامي محدود، وعدد الكنائس 24 كنيسة على مستوي الجمهورية، ولها 12 قسيسا ينتمون للطائفة.
* لماذا سميت الطائفة بالسبتيين أو "الأدفنتيست"؟
سبب التسمية هو تقديسنا ليوم السبت، باعتباره أحد الوصايا العشر التي أعطاها الله لشعبه في القديم، وليس معني ذلك أننا يهود، أو كما يعتقد البعض أننا ننتمي لجماعة يهودية، فهو الانطباع الذي يتسرب إلى كل إنسان مع قراءة اسم الكنيسة، لكن هذا غير دقيق.
*هل تشعرون أنكم منبوذون من المجتمع المصري؟
-أشعر أني منبوذ من بعض المسيحيين ولكن ليس كلهم، لكن تعاملي مع المسلمين يسير بشكل طبيعي، وذلك يرجع لفهم الأقباط الخاطئ لطائفتنا.
*ما تعليقك على موقف الراحل البابا شنودة منكم باعتباركم غير مسيحيين؟
- أحب البابا شنودة جدا واحترمه وأقدره، لكن في نفس الوقت الرأي الأول والأخير للكتاب المقدس، ونحن لا نتأثر كثيرا بالاتهامات البشرية، وأخيرا أنا أثق فيما أمارس من شعائر.
*كيف تم انضمامك للأدفنتيست؟
- لم أكن قبلا أدفنتيست، لكن تقربت منهم، عرفت فكرهم، وظللت أحضر اجتماعاتهم إلى أن اقتنعت بأفكارهم.
*الأدفنتيست أقرب إلى الفكر اليهودي، ما علاقتكم بهم؟
- نحن نحب كل البشر، وليس معني وجود قواسم مشتركة بيننا، إننا يهود.
* ما أوجه الاختلاف بينكم وبين الطوائف المسيحية الأخري؟
- هو اختلاف في طريقة العبادة، لكن الجوهر واحد، ونحن أقرب إلى الطائفة الإنجيلية.
*ما علاقتكم بشهود يهوه؟
- شهود يهوه جماعة تنكر لاهوت المسيح، وهو جوهر المسيحية، ولا شك أن هناك أوجه توافق قليلة بيننا وبينهم، لكن نحن نؤمن بلاهوت المسيح.
*ماذا عن الطقوس الكنسية لديكم، خاصة الزواج؟
- الطقوس لا تختلف كثيرا عن الكنائس الأخري، وطقس الزواج أمر لا يختلف أيضا، لكن نفضل الزواج من داخل الطائفة، كما نرفض الطلاق إلا لعلة الزنا.
*ما مصدر تمويلكم؟
- نحن نعتمد على التبرعات، خاصة أن الاعتماد الذاتي هو الأفضل، من العشور الداخلية، بالإضافة إلى مساعدات اتحاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
*ما هي الصعوبات التي تواجهكم في المجتمع المصري خاصة أنكم منبوذون؟
- أغلب المسيحيين لديهم تقبل لكل ما هو مسيحي، على الرغم أن البعض غير متقبل، فلا توجد صعوبات تذكر.
* لماذا لم تشارك في مجلس الكنائس المصرية؟
- لم يتم توجيه الدعوة لنا، ومن الصعب أن نفرض أنفسنا على أحد، مع أني من مؤيدي التوافق.
*من صاحب القرار داخل الطائفة؟
- القرار داخل الطائفة مشترك، فهناك لجنة إدارة تضم رئيس الطائفة، والسكرتير، وأمين الصندوق، كما يوجد لجنة تنفيذية مشكلة من 14 عضوا منتخبا، تضم علمانيين، وقساوسة، ورؤساء مؤسسات، ويترأسهم رئيس الطائفة.
* كيف يتم سيامة القس؟
-لا بد من أن يكون خريج جامعة الشرق الأوسط للاهوت بلبنان، بالإضافة إلى تمتعه بالسلوك الأدبي.
* لماذا لا تحاول أن تذيب الخلافات من المجتمع الرافض لكم؟
- نحن أبوابنا مفتوحة للجميع، ونزور ونتقبل زيارات جميع الطوائف الأخري، ونشارك الكنائس الأخري السراء والضراء.
* كيف تتعايش مع ما يحدث في مصر من حراك سياسي؟
- نحن نتعامل مع أي قيادة تتولي مقاليد الحكم في مصر، ورغم ما يحدث أنا متفائل، أن القادم أفضل، لأن السلطات هي مرتبة من الله.
* لماذا لم تشارك في لجنة الدستور كغيركم من الطوائف المسيحية؟
- حاولنا أن نشارك لكن كانت الإجابة من رئيس اللجنة نحن نعتمد على القوى الرئيسية، بمعني أنه تم رفض مشاركتنا.
* كيف تري الخلاف على مدنية الدولة؟
- مدنية كلمة مناسبة لكل الأطياف والأحزاب، يقبلها المسلم والمسيحي، ولجنة الخمسين وضعت في الاعتبار عدم تهميش أي أحد، ولكن أطلب الاعتراف بكل الجماعات الدينية، واللادينية، وأقبل بعبدة الشيطان، واحترم أفكارهم، وإنسانيتهم، وهذا ما يبعدنا عن فكرة الاستقطاب الاستخباراتي، وأنا أتساءل "لماذا الإصرار على وضع خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي، إذا كنا نعمل على إزالة الفوارق؟.
* هل تعاني التمييز والاضطهاد؟
- أعاني من نظرات التكفير، والتصريحات التي تفيد أن الأدفنتيست غير مسيحيين.
*هل تعاني الغربة في الوسط المسيحي؟
- لا أشعر بالغربة خاصة أن رئيس الطائفة الإنجيلية قد زارني قبل ذلك، ولكن أشعر بالحزن، من عدم زيارة باقي الطوائف لنا.
* هل تقدمت بمشروع قانون للجنة الخمسين؟
- لم أتقدم بمشروع قانون، بل اكتفيت بممثلي الكنائس في اللجنة، فممثلي الكنائس يمثلوننا، ونتفق معهم في كل شىء.
* متى شعرت بالحزن؟
-عندما تقدمت الكنائس المصرية، بمشروع قانون الأحوال الشخصية، لغير المسلمين، هذا المشروع الذي يعطي الحق، للمسيحي في الطلاق، إذا انضم أحد الأطراف لديانة أخرى، أو الأدفنتيست، أو شهود يهوه، أو الأرمن، وهو ما اعتبر الأدفنتيست غير مسيحيين.
* أخيرا.. هل أفراد أسرتك أدفنتيست؟
- نعم وأتمني أن ينضم ابني إلى الطائفة بشكل رسمي.