رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش علاج المشاغبين.. "صدقونى"


ـ لماذا تبتلى مصر دائما بمن هو أسوأ بعد كل حدث سياسي مصري يهز أرجاء العالم، ولا يهز الكيانات الفاسدة في مصر؟
ـ من المسئول عن التشريعات الجامدة التي عفا عليها الزمن، وتتسبب في هدر الكثير من المال والقيم، وما يتبعه من تراجع الاستثمار الأجنبي، وتوقف التدفق السياحي، وبالتالي انهيار منظومة الاقتصاد المصري كليا وجزئيا؟

ـ لماذا تنجح الثورات في مصر، ولا يجني المصريون من غنائمها سوى مزيدا من الترهل الإداري بسبب شيخوخة القرار تجاه وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟

ـ لماذا يتحدث الناس في مصر عن تضاعف الفساد الإداري في الدولة بعد ثورتين، ظنوا أن إحداهما اقتلعت الفساد من جذوره، فيما قضت الثانية على الفاشية الدينية؟

ـ لماذا نجد الوزير غير المناسب يحمل حقيبة لا يعرف من أين يفتحها، ولا يقدر على قراءة ما فيها من ملفات، ولا يستطيع حيال ذلك اتخاذ القرار المناسب بشأن أي ورقة من أوراقها، فنظل نتحرك في المحل لنستهلك فقط، ونحن نيام بعيدين عن حقول الإنتاج؟

ـ لماذا نجد الهيئات الاقتصادية التابعة لكيانات كبيرة في الدولة، يتربع على عرشها شخصيات هشة، غير مشهود لها بالكفاءة، وسجلها لا تصبغه سوى الدناءة، وشهيتها تتسع لابتلاع خزائنها دون رحمة أو خوف من محاسبة دنيوية أو ربانية؟

تلك عينة من أسئلة تطرح نفسها بقوة على الشارع المصري بعد ثورة 25 يناير التي يدور شك حولها، بأنها كانت نتاجا أمريكيا، استهدف تفكيك الدولة المصرية، وبعد ثورة 30 يونيو ـ التي كانت موجة ثورية حقيقية، استطاع المصريون بها إثبات قدرتهم على القيام بثورة، تنضم إلى تاريخ ثوراتهم المجيدة.

خلعت ثورة 25 يناير رئيسا عنيدا شرها للسلطة، دون أن تخلع نظاما استفحل فساده، وأسقطت دستورا، دون أن تفكك تشريعات بالية قننت الفساد والمحسوبية والكسب غير المشروع، وخلعت ثورة 30 يونيو نظاما دوليا تعمقت جذوره نحو 85 عاما، لكنها لم تفرز حكومة قادرة على قيادة قاطرة تنمية البلاد والعباد.

افتقدت الثورة الأولى القيادة المصرية والهدف الوطني، وعلقنا على ذلك أسباب اختطافها، وفشلها في تغيير النظم المعوقة للنهوض بمصر، فيما تمتعت الثانية بقيادة قوية مفوضة بإرادة شعبية، وأهداف معلنة صيغت في خارطة طريق، ونرى أن الحافلة تتخبط في الطريق، ويخشى من اصطدامها بالحائط لتتحطم تحت عجلاتها "معاهدة التفويض" بين القيادة والشعب.

ومع تعاظم المشاكل واختلاف الرؤى، وتشتت الجهود الرامية لفك "فرامل" عجلة مصر، تعلو أصوات السائلين والباحثين عن إجابة صارمة لسؤال محدد: لماذا الشخص المناسب "معزول عمدا"، والبيض الفاسد يطفو على السطح؟

من الإجابات التي يسوقها أصحاب الرأي: ضرورة وضع الحلول المناسبة للحد من العنف السائد في المجتمع، وذلك بتسريع قانوني الإرهاب والتظاهر.

وبخصوص التظاهر أيضا، يرى هؤلاء ضرورة حسم أمر الطلاب مثيري الشغب، بأن ترفع عنهم الجامعات حصانتها الخاصة بتأجيل التجنيد، ليتم تجنيدهم بمؤهل الثانوية العامة كعقوبة، ثم ينالون حقهم في التعليم الجامعي بعد 30 شهرا في الخدمة الوطنية، فإذا عادوا للشغب داخل الحرم الجامعي، استدعاهم الجيش مرة أخرى، حيث يظلون تحت "الاحتياطي" قانونا حتى سن الأربعين.

وعن حلول دفع عجلة الإنتاج، يرى البعض ضرورة تعديل منظومة الأجور في مصر، بحيث يصبح راتب موظف الحكومة ضعف راتب نظيره في القطاع الخاص، للارتقاء بمستوى الجهاز الإداري للدولة، الذي يعاني من عدم اجتذاب المؤهلات العلمية والكفاءات الجيدة، قياسا بالقطاع الخاص ـ حاضن الموهوبين والأكفاء.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية