الخميسي: الشتات الفكري يجمع وزارة الثقافة والمثقفين
قال الكاتب والناقد أحمد الخميسي إن مؤتمر المثقفين الذي عقد في المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا هو خير تجسيد للوحة الشتات الفكري والثقافي التي تشتمل على وزارة الثقافة من ناحية والمثقفين من ناحية أخرى.
وأضاف أحمد الخميسى: ليس لدي الدولة، والوزارة من ضمنها، أي مفهوم محدد للثقافة التي تسعى إليها ولا تصور معين للسياسة الثقافية التي ينبغي تبنيها، ولا حتى تصور لدور المثقفين.
وأضاف: لم تقدم الوزارة "ورقة عمل" للنقاش تبلور فيها رؤيتها للموضوع، وذلك لأنه ليس لدى الوزارة أية خطة للتطور الثقافي وكيفية تجسيد ذلك في مجالات المسرح والسينما والفنون، وعندما لا تطرح الوزارة مفهوما للثقافة " ولا تطرح خطة لتطويرها، ولا تصورا لدور المثقفين، فإن هذا يعني أن المؤتمر لن يزيد عن كونه احتفالا يفضفض فيه الجميع بما في نفوسهم ويعود بعده كل شيء لما كان عليه.
وتابع: على سبيل المثال فإن دور وزارة الثقافة في زمن الحرب هو تعبئة الجماهير للمعركة، ونحن نتعرض لهجوم من الطائفية، لكني لم أسمع أبدا بمشروع لدى الوزارة في ذلك المجال، رغم أن أصواتا كثيرة بحت من المناداة بمواجهة الطائفية، ونحن نتعرض لهجوم من أعتى التيارات الرجعية، أي الإخوان المسلمين، ولم أسمع أن للوزارة مشروعا للمواجهة في ذلك المجال.
وأشار الخميسى إلى أن هذا يعني أنه ليس للوزارة ما تقدمه للناس أو حتى المثقفين، ومن ناحية أخرى، فإن المثقفين أنفسهم يعانون أيضا من حالة شتات فكري واسع، ولن تجد بينهم قاسما فكريا مشتركا بشأن مفهوم الثقافة أو خطة تطويرها أو دور المثقف.. ستجد لدى المثقفين من التصورات المتناقضة ما يساوي أعداد المثقفين أنفسهم.
وتابع: هكذا نجد أننا أمام طرفين، الوزارة وليس لديها مفهوم أو خطة تقدمها وقد جلست في مؤتمر مع مجموعة كبيرة من المثقفين ليس لديهم مفهوم أو خطة يقدمونها، وهذا لا ينفي بالطبع أنني كنت ومازلت أتمنى لكل تحرك ثقافي النجاح حتى ولو كان ذلك النجاح محدودا، خاصة أن المؤتمر ضم أسماء تعتز بها الحركة الثقافية مثل بهاء طاهر وغيره.