رئيس التحرير
عصام كامل

"واشنطن بوست": أمريكا تحاول السيطرة على الجيش المصرى بقطع المساعدات

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية علقت جزءا من المساعدات التي تبلغ قيمتها 1.55 مليار دولار إلى مصر، في الوقت الذي تسعي فيه الثانية للتحول الديمقراطي وتكوين حكومة مدنية.


وأشار كاتب المقال "شارانبير جريوال"، في صفحة الرأي إلى أن قرار الولايات المتحدة يأتي بعدما أطاح الجيش المصرى بالرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو الماضي، وأن هناك مخاوف من انتشار تمرد إسلامي.

وقال جريوال: إن قرار الولايات المتحدة لقي انتقادا موسعا سواء بقطع المساعدات أو تخفيضها، ومع ذلك، كان هذا التعليق الجزئي للمساعدات أذكى خيار لإدارة أوباما.

أضاف الكاتب أن الإدراة الأمريكية أعلنت عن حجب مساعدات نقدية وطائرات "أف-16" ودبابات أبرامز "أم 1 ايه 1" وصواريخ هاربون ومروحيات اباتشي، ولم تحجب مساعدات مكافحة الإرهاب، وأن الجيش المصري يحرص على الحصول بشكل خاص على استلام المواد باهظة الثمن مثل الطائرات المقاتلة "أف-16" لاستعراض القوة وأيضا لردع إسرائيل وإيران للتنافس على الهيمنة الإقليمية مع ترسانات الأسلحة للخليج الفارسي، فالحقيقة تحويل الولايات المتحدة المساعدات عسكرية لمصر كان لغرض استراتيجي مثل مكافحة الإرهاب.

ولفت الكاتب إلى أن مصر تلقت مساعدات من دول الخليج ولكنها لن تعوض مصر عن المساعدات العسكرية التي حجبتها الإدارة الأمريكية، فأموال الخليج لا يمكن أن تشتري طائرات "اف-16" وإذا لجأت مصر لشراء معدات عسكرية من روسيا والصين لن تكون بنفس الجودة الأمريكية وستكون بتكاليف باهظة لا يمكن لمصر تحملها.

وجادل معظم النقاد من تعليق المساعدات بأن القرار يضعف علاقة الولايات المتحدة مع مصر عسكريا ويحرم الإدارة الأمريكية من نفوذ حاسم على السياسات الداخلية والخارجية لمصر، ومع ذلك، فالكثير من العلاقات العسكرية مع الجيش ستستمر بالرغم من توقف المساعدات، بما في ذلك المساعدة في مكافحة الإرهاب وقطع الغيار للمعدات العسكرية، والأهم العلاقات الشخصية التي وضعت من خلال التدريب العسكري المشترك والتعليم.

ورأي الكاتب أنه خلال الشهور الأربعة الماضية كان واضحا أن المساعدات الأمريكية لم تجعل لواشنطن نفوذا كبيرا في مصر، ولم يعتبر الجيش المساعدات تهديدا، فعلقت المساعدات لكي تكون أكثر مصدقية في المستقبل ويصبح أمام الولايات المتحدة العديد من الأوراق للضغط من قطع المساعدات الإضافية لإعادة جزء من المساعدات التي علقت أو جميعها لكي يزيد النفوذ الأمريكي على الجيش المصري.
الجريدة الرسمية