رئيس التحرير
عصام كامل

«أوباما» يدفع ثمن تعليق «المعونة».. مطالب أمريكية باحتضان الجيش المصرى.. هورنينج: أخطاء الرئيس تفقد واشنطن حلفاءها.. «أوباما» يحاول إنقاذ الوهم الديمقراطى للإخوان.. وروسي

بعض قوات الجيش المصرى
بعض قوات الجيش المصرى - أرشيفية

مازالت ردود الأفعال العالمية تتوالى على قرار الإدارة الأمريكية بتعليق المعونة العسكرية المقدمة إلى مصر، بسبب ما وصفته بعدم استقرار الأوضاع في القاهرة، عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي..


قالت شولا رومانو هورنينج، في المجلة الأمريكية "أمريكان ثينكر"، المتخصصة في القضايا السياسية الأمريكية والخارجية، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب عليه احتواء واحتضان الجيش المصري ومساعدته بدلا من دعم جماعة الإخوان المسلمين.

وحذرت هورنينج من سياسة أوباما ومن عودة مصر إلي الحضن الروسي، وما لا شك فيه سترحب روسيا مرة أخري بمصر والعودة لها وستفقد الولايات المتحدة وإسرائيل حليفها الأقليمي الرئيسي في المنطقة.

وقالت هورنينج الكاتبة وأستاذة القانون "إن سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر ستجعلها تفقد الحليف العربي لها سنوات طويلة من التحالف سويا، والإجراءات التي اتخذها أوباما بعد عزل الرئيس محمد مرسي، من قبل الجيش جعلت المصريين تشعر بأن واشنطن لا تري مصر حليفا موثوقا به، وسط تجدد العنف وتصاعده من قبل جماعة الإخوان المسلمين ضد الحكومة المدعومة من الجيش".

أضافت هورنينج أن أوباما عليه تحويل المشاعر المعادية المصرية ضد الولايات المتحدة وإعادة بناء جسور مع الجيش المصري ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قبل فوات الأوان.

ورأت هورنينج أن روسيا سوق تشتغل الفرصة السانحة أمامها وستجدها فرصة يجب اغتنامها لتعود إلي مصر بعد توتر العلاقات في عام 1972 في عهد أنور السادات، وقد عزز بوتين صورته كحليف رئيسي للدول العربية من خلال وقوفه بجانب الرئيس السوري بشار الأسد وخلق اتفاق وهمي للتخلص من الأسلحة الكيميائية لضمان بقاء الأسد في السلطة.

ويمكن أن ينظر لروسيا في مصر بديلا للولايات المتحدة بعد شعور المصريين بالخيانة من جانب أوباما، فكيف نسي أوباما أن الولايات المتحدة حصلت علي هيمنتها علي الشرق الأوسط فقط عندما تحولت مصر إلي جانب الولايات المتحدة في الحرب الباردة في أعقاب عام 1973 مع إسرائيل، ومنذ ذلك الحين كانت الولايات المتحدة وروسيا على قدم المساواة في نفوذهم وبالتالي كسر سباق التسلح المكثف والعديد من الحروب بين العملاء الروس وإسرائيل. فقط بعد التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر لم يحدث أي من اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر، ولم تتمكن روسيا بأن تكون راعية وصانعة السلام في الشرق الأوسط.

وأشارت هورنينج إلي محاولة فلاديمير بوتين لكي يكون راعيا للمحور الشيعي المناهض للغرب بما في ذلك إيران ونظام الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان، فلقد أنقذ بوتين الأسد من هجوم عسكري أمريكي وشيط ضد نظامه من خلال استخدام الوسائل الدبلوماسية، فلقد كسب بوتين الحليف الشيعي في المنطقة ويسعي لكسب السنة العربية الموالية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي تتكون من الدول العربية المعتدلة مثل دول الخليج والأردن ومصر وجميع هذه الدول مرعوبة من إيران لبرنامجها النووي، وإذا وصلت روسيا إلي مصر وكسبتها كحليف سيكتمل محور الشر الروسي وستخسر الولايات المتحدة.

وانتقدت هورنينج أخطاء أوباما منذ انتخابه، وقالت إن أوباما ارتكب أخطاءً استراتيجية منذ تخليه عن الرئيس الأسبق حسني مبارك ودعا بمغادرته وشجع لإجراء انتخابات سريعة تضمنت الأحزاب الأسلامية ونظر لأوباما بأنه يدعم جماعة الإخوان المسلمين.
وعلاوة على ذلك، كان أوباما صامتا عندما قام مرسي والإخوان بتوسيع قوتهم تدريجيا من خلال فرض الشريعة الإسلامية على السكان، وقمع وسائل الإعلام، والسماح بالتحريض ضد المسلمين غير السنة والمسيحيين الأقباط.

بالإضافة إلي تجاهل أوباما العنف الذي مارسته جماعة الإخوان عقب الإطاحة بالرئيس المعزول مرسي واكتفي أوباما بإدانة الجيش لاستخدامه العنف ولم يلتفت لعنف الإخوان الذي كان رد الجيش عليه، واتخذ إجراءات عقابية ضد الجيش بوقف تسليم الطائرات المقاتلة "إف16" والتدريبات العسكرية، وإعادة النظر في 35 عاما من التحالف العسكري والدبلوماسي الوثيق مع مصر، فلقد تفاقمت صورة الولايات المتحدة لدي المصريين لدعمها لجماعة الإخوان المسلمين.

ومنذ ذلك الحين، هناك تصعيد مناهض للولايات المتحدة وبشكل أكثر تحديدا مكافحة أوباما ولقد نشرت مقالات في وسائل الأعلام المصرية تدين أوباما وتشويه صورته والبعض وصفه بأنه ناقص للعقل، وبأدولف هاتلر، وجادل البعض أن مصر كانت أفضل دون المساعدات الأمريكية لمصر والبعض ادعي أن أوباما يؤيد الإرهاب لدعمه لحكم الإخوان والعديد من المقالات دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي القاهرة واستقباله استقبالا فخما بعد تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

ونوهت هورنينج بخطاب أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أعلن فيه دعم الولايات المتحدة لمسار الديمقراطية في مصر، ولكنه مازال لا يدرك أن جهوده لإنقاذ الوهم الديمقراطي في مصر يسير في مكان آخر، فالجيش سيحقق الديمقراطية، ولن يسمح للإخوان بأن يربح مرة أخري في الانتخابات وسيقطع رأس الإخوان من السلطة نهائيا وسيقاتل من أجل مصر وتحقيق دولة علمانية لمنعها للتحول لدولة إسلامية علي غرار إيران .

واختتمت هورنينج بالإشارة إلي أن مستقبل مصر يكون دولة علمانية وعلي الولايات المتحدة أن تدرك أن مصر أكثر أهمية لها وليس تحقيق ديمقراطية زائفة لديكتاتورية إسلامية، يجب علي الولايات المتحدة احتضان الجيش المصري دون وضع أي شروط مسبقة، لأن بقاء مصر في الكتلة الموالية للغرب من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة وإسرائيل .
الجريدة الرسمية