رئيس التحرير
عصام كامل

خبر صادم وواقع أليم!

فيتو

توقفت طويلا أمام خبر اعتداء طالب بكلية الآداب -جامعة حلوان- وأركز على كلمة "آداب" بالحذاء على وزير التعليم العالي، الخبر صادم يعبر عن واقع أليم وقد نكأ جراحا تنطق بأن مايحدث في المشهد السياسي قد غيب التفكير عن نكبة مصر في أجيال لم يعد لها صلة بالتربية والتعليم وقد انتهي للأبد زمن "قم للمعلم وفيه التبجيلا" لتنحسر الأخلاق تباعا وبالتبعية لم يعد مسمي التربية والتعليم مستساغًا لأن الواقع بحق مرير.

وأعود للماضي حيث زمن الريادة وقد بدأ الانحسار في الأخلاق والقيم والمبادئ بل والتحصيل العلمي منذ أن تحول المسمي من وزارة المعارف إلى التربية والتعليم ليقتصر الأمر على من يدرك معني أن تعد ابنا أو ابنة ليكونا على خلق قويم وعلم يُنتفع به. وأجدني كلما تحاصرني الأحزان أسترجع الماضي البعيد لأتذكر حوارات أبي رحمه الله عن زمن المعلم الجميل وكيف كان المعلم قيمة وقامة وكيف كانت الأخلاق لاتفارق لأن دور المدرسة أو الجامعة مكمل لدور البيت ودوما فاقد الشيء لايعطيه ومن يرجع لحوارات الماضي وذكرياته يبكي دما.

فقد سافر الزمن الجميل بغير رجعة ويبقي دوما حُسن الأثر. وأعود لحيث بداية المقال عن الطالب الذي اعتدي بالحذاء على وزير التعليم العالي وقد عبر عن نكبة تكابدها مصر وقد جاوز الطالب حدود الأدب ليعتدي على رمز فإذا كان وزير التعليم العالي يُعتدي عليه بالحذاء فماذا عن المعلم؟!. الأخلاق إذا غائبة والقيم في انحسار ولن تؤتي أي ثورة المرجو منها مالم تقترن بثورة أخلاق موازية وأجدني أخاطب العدم لأن حديثي ليس له منتصت وقد تبخر أثر كل شيء جميل على نحو يستدعي وقفة "ما" عندما تعود مصر من جديد وقد ارتهنت طويلا جراء طول مقام الظلم والفساد والاستبداد والفاشية ويؤمل ألا ينتهي مآل الحلم إلى القول:- ياحسرة على العباد!.
الجريدة الرسمية