رئيس التحرير
عصام كامل

السفير المصري بإثيوبيا: "30 يونيو" ثورة شعبية بامتياز.. 22 مليونا أزاحوا نظاما فشل في تحقيق أهداف 25 يناير.. تدخل الجيش جاء للحفاظ على البلاد من الفوضى.. والاتحاد الأفريقي ضد مصر

السفير المصري لدى
السفير المصري لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي محمد إدريس

أكد السفير محمد إدريس، سفير مصر بإثيوبيا أن مصر دولة تتميز بالتاريخ العريق، وامتزاج الحضارات، والتعايش الدينى والثقافى، مضيفا أن خير شاهد على ذلك هو ثورة 25 يناير الشعبية التي تميزت بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي والدينى للشعب المصرى، وطالبت الجماهير فيها بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.


وأشار السفير إلى أن الثورة كما هو معروف ليست مجرد حدث، بل هي عملية مخاض تدفع إليها رغبة جامحة في التغيير السياسي لأسباب موضوعية، موضحا أن خروج الملايين من أبناء الشعب المصرى مجددًا في 30 يونيو وبأعداد أكبر من تلك التي خرجت في يناير 2011 إنما يبرهن على أن 30 يونيو هي موجة ثانية وامتداد طبيعى لثورة 25 يناير، مشيرًا في هذا الصدد إلى الطبيعة المعقدة والممتدة للثورات في العالم وأن الثورة المصرية ليست استثناءً من ذلك.

وفى رده على سؤال في لقاء بأحد البرامج الحوارية التليفزيونية الإثيوبية Meet ETV الذي يتمتع بنسبة مشاهدة عالية حول مدى دقة تسمية ما شهدته مصر مؤخرًا من تغيير في الحكم بالثورة.

وأوضح السفير أن ما حدث هو أن نحو 22 مليون مواطن مصرى قد خرجوا لميادين مصر في المدن المختلفة مطالبين بتصحيح المسار السياسي، لتحقيق أهدف ثورة 25 يناير، وذلك بعد أن تدهورت الأوضاع السياسية والمجتمعية والاقتصادية، الأمر الذي دفع بهذه الملايين من أبناء الشعب للثورة مجددًا مطالبين بإزاحة النظام الذي فشل في تحقيق أهداف ومطالب ثورة 25 يناير.

وقال بيان لوزارة الخارجية: إن إدريس أوضح أن تدخل القوات المسلحة إلى جانب الإرادة الشعبية أملته عليها مسئوليتها الوطنية تجاه الدولة المصرية والشعب المصرى كى تحفظ البلاد من ويلات الانزلاق إلى الفوضى.

وفى رده على استفسار بشأن موقف الاتحاد الأفريقى إزاء التغيير الذي شهدته مصر، أشار السفير إلى أن الاتحاد الأفريقى قام بتطبيق قاعدة قانونية وإجرائية تتعلق بالتغيير في الحكم بطريقة آلية، ونحن من جانبنا اختلفنا ونختلف مع هذا التفسير ونعتبر أن ثورة 30 يونيو هي امتداد لثورة 25 يناير.

وأكد عدم صواب اللجوء لتلك النصوص القانونية بشكل تلقائى مفارق لخصوصية الحالة المصرية على أرض الواقع، خاصة في ضوء عدم امتلاك الاتحاد الأفريقى للآليات الخاصة بالتعامل مع الانتفاضات والثورات الشعبية وذلك بإقرار الاتحاد نفسه على مستوى القمة.

ونوه السفير المصرى بأن مصر على الرغم من ذلك فقد رحبت بالتواصل مع الاتحاد، واستقبلت وفدًا رفيع المستوى برئاسة رئيس مالى الأسبق للتعرف على حقيقة الأوضاع في مصر، وقدمت له كل التسهيلات المطلوبة للتأكد من أن التغيير الذي حدث بمصر إنما هو استجابة لإرادة شعبية.

واختتم السفير بتساؤل عما يكون عليه الحال لو جاء من يقول لأشقائنا في إثيوبيا إنه لم يكن عليكم القيام بثورتكم ضد النظام السابق في إثيوبيا، وإنه كان يتعين عليكم اللجوء إلى آليات انتخابية أو برلمانية يعلم الجميع بانسداد مجراها.

وأضاف أنه في لحظات من تاريخ الشعوب لا يكون أمامها سوى الثورة الشعبية من أجل التغيير وتحقيق المطالب المشروعة، وتأكيد أن الشعب والإرادة الشعبية هما المصدر الحقيقى لأية شرعية.
الجريدة الرسمية