رئيس التحرير
عصام كامل

صفات ملائكة النار، تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 6 بسورة التحريم

الشيخ محمد سيد طنطاوي،
الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيتو

صفات ملائكة النار، أوضح الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة التحريم، صفات ملائكة النار والعذاب، وماذا يفعل المؤمنون لكي يتقوا النار.

سورة التحريم الآية 6

قال تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ».

سورة التحريم الآية 6

تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 6 من سورة التحريم

قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: قوله- تعالى-: قُوا أمر من الوقاية، يقال: وقى يقي، كضرب يضرب، والمعنى: يا من آمنتم بالله- تعالى- حق الإيمان، أبعدوا أنفسكم عن النار عن طريق فعل الحسنات، واجتناب السيئات، وأبعدوا أهليكم- أيضا- عنها، عن طريق نصحهم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، قال القرطبي، قال قتادة ومجاهد: قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيتكم، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم».

الوقاية من النار

وتابع الشيخ طنطاوي: وقال صلى الله عليه وسلم: «ما نحل والد ولدا، أفضل من أدب حسن»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»، وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر يقول: قومي فأوترى يا عائشة، وذكر القشيري أن عمر- رضى الله عنه- لما نزلت هذه الآية قال يا رسول الله: نقى أنفسنا فكيف بأهلينا؟ فقال: «تنهونهم عما نهاكم الله عنه، وتأمرونهم بما أمركم الله به».

الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيتو

وأكمل طنطاوي: وجاء لفظ النار منكرا، للتهويل. أي: نارا عظيمة لا يعلم مقدار حرها إلا الله- تعالى، وقوله: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أي: هذه النار لا توقد كما يوقد غيرها بالحطب وما يشبهها، وإنما مادة اشتعالها تتكون من الناس الذين كانوا في الدنيا يشركون مع الله- تعالى- آلهة أخرى في العبادة، ومن الحجارة التي كانت تعبد من دونه- تعالى، ثم أضاف- سبحانه- إلى تهويلها أمرا آخر وصفة أخرى فقال: عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.

صفات ملائكة النار

وأردف طنطاوي: والغلاظ: جمع غليظ وهو المتصف بالضخامة والغلظة التي هي ضد الرقة، وهذا اللفظ صفة مشبهة، وفعله غلظ ككرم، وشداد: جمع شديد، وهو المتصف بالقوة والشدة، يقال: فلان شديد على فلان، أي: قوى عليه، بحيث يستطيع أن ينزل به ما يريد من الأذى والعقاب، أي: هذه النار من صفاتها- أيضا- أن الموكلين بإلقاء الكفار والفساق فيها، ملائكة قساة في أخذهم أهل النار، أقوياء عليهم، بحيث لا يستطيع أهل النار أن يفلتوا منهم، أو أن يعصوا لهم أمرا.

وأتم طنطاوي: وهؤلاء الملائكة من صفاتهم كذلك أنهم لا يعصون لله- تعالى- أمرا. وإنما ينفذون ما يكلفهم- سبحانه- به تنفيذا تاما، قال صاحب الكشاف: فإن قلت أليس الجملتان- لا يعصون.. ويفعلون في معنى واحد؟ قلت: لا فإن معنى الأولى أنهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها ولا يأبونها ولا ينكرونها، ومعنى الثانية: أنهم يؤدون ما يؤمرون به، ولا يتثاقلون عنه ولا يتوانون فيه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية