رئيس التحرير
عصام كامل

«امنع معونة».. رغبة شعبية في التخلص من التبعية الأمريكية.. الحملة تحظى بتأييد أغلب طوائف الشعب.. وتؤكد على سيادة القرار المصري.. ورفض أي محاولة للتدخل في الشأن الداخلي

إجتماع حملة امنع
إجتماع حملة "امنع معونة"-صورة أرشيفية

تواصلت على موقع الفيس بوك الحملة الشعبية التي دشنها لفيف من الناشطين المصريين تحت شعار "امنع معونة"، للمطالبة برفض المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، معلنين عن تنظيم حملة في مختلف المحافظات لجمع توقيعات المصريين لصالح تلك الحملة.


وحظيت تلك الحملة بتأييد أغلب طوائف الشعب فتحولت إلى حملة ميدانية، حيث تجمع العشرات من أعضاء الحملة اليوم بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة لجمع توقيعات من المواطنين، للمطالبة بالتخلي عن المعونة الأمريكية بعد التدخل السافر من قبل واشنطن في الشئون الداخلية.

وجمعت الحملة منذ تدشينها وحتى الآن أكثر من 6 آلاف توقيع، فيما سيتم عقد مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء المقبل للإعلان عن إجمالي عدد التوقيعات بمختلف أنحاء الجمهورية.

وسيتم رفع توقيعات المواطنين وتقديمها إلى رئيس الجمهورية لتخليص مصر من التبعية الأمريكية، حيث جاء في الوثيقة التي تقوم الحملة بتوزيعها على المواطنين "أن مصر غنية بشعبها وثرواتها وموقعها وتاريخها"، محددة 6 أهداف تحتم على متخذى القرار أن يصدر توجيهاته بقطع المعونة، وهى للتأكيد على سيادة القرار المصري وقدرتها على التحكم في اقتصادها.

واختتمت الوثيقة بجملة "أقر أنا الموقع أدناه برفضي للمعونة الأمريكية المسمومة، وأطالب الرئيس الجديد بالالتزام بهذا المطلب الشعبي، وتخليص مصر من التبعية لأمريكا وتحرير القرار الوطني".

وتشير التقارير إلى أن حجم المعونة الأمريكية يقدر ب-5. 1 مليار دولار لوحت الولايات المتحدة الأمريكية مرارا بقطعها كأسلوب من أساليب الضغط على الحكومات المتعاقبة.
ويرجع تاريخ تلك المعونة إلى خمسينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1953، حين قدمت الولايات المتحدة الأمريكية شحنات من القمح للشعب المصرى في أعقاب إطاحة ثورة 23 يوليو 1952 بالنظام الملكي، وظلت المعونة قائمة إلى أن تم تجميدها بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
وبعد عامين من العدوان الثلاثى على مصر بدأت العلاقات المصرية الأمريكية في التحسن مرة أخرى، حيث رأى الرئيس الأمريكى آنذاك أيزنهاور أن الفرصة متاحة لإعادة التواصل مع النظام المصري مرة أخرى، ووقع ثلاث اتفاقيات في عام 1962، ثم توقفت المعونة مرة أخرى بعد قرار مصر بإرسال قوات لدعم الثورة اليمنية.

وظلت العلاقات المصرية الأمريكية في حالة من الركود إلى أن انتصرت مصر في حرب 1973 فأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بعض المساعدات الغذائية في عام 1974، ثم تم التوسط لعقد اتفاقية كامب ديفيد في عام 1979، وأعطت مصر مساعدات عسكرية كمكافأة لإقرار السلام مع إسرائيل.

وتحولت المعونة عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 1.2 مليار دولار لمصر، وتشترط الولايات المتحدة على مصر أن تستخدم أموال المنحة في شراء سلع وخدمات أمريكية، وشحن 50% من السلع والمهام من ميناء أمريكي وعلى سفن أمريكية.

وتنقسم المساعدات الأمريكية لمصر إلى مساعدات اقتصادية "قمح وأغذية"، وتبلغ قيمتها 250 مليون دولار، ومساعدات عسكرية يتم إنفاقها على تسليح الجيش المصرى وشراء الأسلحة والمعدات الجديدة، وذلك بموجب اتفاقية كامب ديفيد.

ومنذ التطورات السياسية الأخيرة وتفجر الثورة الشعبية في 30 يونيو الماضى وتفويض جماهير الشعب للجيش لدعمه ومساندته ومحاربة الإرهاب، تلوح الإدارة الأمريكية تلويحا متواصلا بقطع المعونة، مما دفع بعض الشباب الذين لا تتعدى أعمارهم 30 عاما بإنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتدشين حملة اسموها "امنع معونة".
الجريدة الرسمية