رئيس التحرير
عصام كامل

ما هو شرط رضا اليهود والنصارى عن المسلمين؟ الشعراوي يرد (فيديو)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

اليهود والنصارى، أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بـسورة البقرة، الشرط الوحيد لكي ترضى اليهود والنصارى عن المسلمين، كما أجاب عن ما الذي يعصمنا من اتباع ملة اليهود أو النصارى؟.


سورة البقرة الآية 120

قال تعالى: «وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ».

سورة البقرة الآية 120

تفسير الشيخ الشعراوي للآية 120 من سورة البقرة

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: كان اليهود يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخل لؤم وكيد فيقولون هادنا، أي قل لنا ما في كتابنا حتى ننظر إذا كنا نتبعك أم لا،  يريد الله تبارك وتعالى أن يقطع على اليهود سبيل الكيد والمكر برسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه لا اليهود ولا النصارى سيتبعون ملتك، وإنما هم يريدون أن تتبع أنت ملتهم، أنت تريد أن يكونوا معك وهم يطمعون أن تكون معهم، فقال الله سبحانه: {وَلَنْ ترضى عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، نلاحظ هنا تكرار النفي وذلك حتى نفهم أن رضا اليهود غير رضا النصارى، ولو قال الحق تبارك وتعالى، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى بدون لا، لكان معنى ذلك أنهم مجتمعون على رضا واحد أو متفقون.


شرط رضا اليهود والنصارى

وتابع الشيخ الشعراوي: ولكنهم مختلفون بدليل أن الله تعالى قال: {وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَيْءٍ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَيْءٍ} [البقرة: 113]، إذن فلا يصح أن يقال فلن ترضى عنك اليهود والنصارى، والله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لن ترضى عنك اليهود ولن ترضى عنك النصارى، وإنك لو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى، وإن صادفت رضا النصارى فلن ترضى عنك اليهود، ثم يقول الحق سبحانه: {حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، والملة هي الدين وسميت بالملة لأنك تميل إليها حتى ولو كانت باطلا، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ ما أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 3-6]، فجعل لهم دينا وهم كافرون ومشركون.


ما الذي يعصمنا من اتباع ملة اليهود أو النصارى؟

وأكمل الشعراوي: ولكن ما الذي يعصمنا من أن نتبع ملة اليهود أو ملة النصارى، الحق جل جلاله يقول: {قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله} [آل عمران: 73]، فاليهود حرفوا في ملتهم والنصارى حرفوا فيها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه هدى الله، والهدى هو ما يوصلك إلى الغاية من أقصر طريق، أو هو الطريق المستقيم باعتباره أقصر الطرق إلى الغاية، وهدى الله طريق واحد، أما هدى البشر فكل واحد له هدى ينبع من هواه، ومن هنا فإنها طرق متشعبة ومتعددة توصلك إلى الضلال، ولكن الهدى الذي يوصل للحق هو هدى واحد، هدى الله عز وجل، وقوله تعالى: {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَآءَهُمْ} إشارة من الله سبحانه وتعالى إلى أن ملة اليهود وملة النصارى أهواء بشرية، والأهواء جمع هوى، والهوى هو ما تريده النفس باطلا بعيدا عن الحق، لذلك يقول الله جل جلاله: {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الذي جَآءَكَ مِنَ العلم مَا لَكَ مِنَ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.


لمن يوجه الله هذا الخطاب؟


وأتم الشعراوي: والله تبارك وتعالى يقول لرسوله لو اتبعت الطريق المعوج المليء بالشهوات بغير حق، سواء كان طريق اليهود أو طريق النصارى بعدما جاءك من الله من الهدى فليس لك من الله من ولي يتولى أمرك ويحفظك ولا نصير ينصرك، وهذا الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن نقف معه وقفة لنتأمل كيف يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه، فالله حين يوجه هذا الخطاب لمحمد عليه الصلاة والسلام، فالمراد به أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتباع رسول الله الذين سيأتون من بعده، وهم الذين يمكن أن تميل قلوبهم إلى اليهود والنصارى، أما الرسول فقد عصمه الله من أن يتبعهم، والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعلم يقينا أن ما لم يقبله من رسوله عليه الصلاة والسلام، لا يمكن أن يقبله من أحد من أمته مهما علا شأنه، وذلك حتى لا يأتي بعد رسول الله من يدعي العلم، ويقول نتبع ملة اليهود أو النصارى لنجذبهم إلينا، نقول له لا ما لم يقبله الله من حبيبه ورسوله لا يقبله من أحد، إن ضرب المثل هنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقصود به أن أتباع ملة اليهود أو النصارى مرفوض تماما تحت أي ظرف من الظروف، لقد ضرب الله سبحانه المثل برسوله حتى يقطع على المغرضين أي طريق للعبث بهذا الدين بحجة التقارب مع اليهود والنصارى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية